الناس في القرآن في هذه الصلاة في قيام رمضان من أوله إلى أخره, وكان الناس يختمون أقل شيء مرتين مرة في التراويح ومرة في التهجد، وبعضهم يختم ثلاثاً، يقرأ القرآن ثلاث مرات, وبعضهم يزيد على ذلك، لأن الزمان يستوعب، كانت التسليمة بجزء من القرآن إلى أن تساهل الناس وتراخوا فصاروا ينتهي رمضان وما ختموا، بل بعضهم ما نتصف في القرآن ويكتفي بصلاة التهجد بورقة, وأما في صلاة الترويح فكثر السؤال عن آية الدين هل تقسم أو لا تقسم, والتراخي والتساهل هذا لا نهاية، يعني: النفس لو أعطيت مجال ما انتهت إلى حد، لا تنتهي إلى حد، فسئل عن آية الدين هل يجوز قسمها أو لا يجوز لأنهم صار لا يطيقونها الإمام يقرأ آيتين ثلاث وآية الدين مقابل عشرة آيات، لا بد أن يكون في تسليمه أو تسليمتين وهذه سببه التساهل، نعم قد يقول قائل: إن نمط القراءة وكيفية الأداء اختلف عند بعض القراء, يعني: كانوا يختمون مرتين ثلاث لكنهم كانوا يسرعون في القراءة لا سميا من أدركناهم وهم من أهل العلم والعمل والعبادة فيما نحسب والله حسيبهم، ثم بعد ذلك جاء هؤلاء الشباب الذين حفظوا وضبطوا وجودوا تجدهم يقرؤون الآية أحياناً والآيتين, ولا يزيدون عن نصف وجه نصف صفحة في الغالب, وبعضهم أقل من ذلك لكنهم مع شيء من تحسين الصوت وتزيينه والتجويد، كلٌ على خير لكن يبقى أن التساهل لا نهاية له, فيصل إلى حد أن ينتصف رمضان، ينتهي رمضان وهو في منتصف القرآن هذا ليس بمناسب أصلاً لاسيما في هذه الأيام التي على المسلم أن يغتنمها سواء كان ذلك في خاصة نفسه, أو بجماعته ومن خلفه، فإذا أسمع الناس القرآن ومر القرآن على عوام الناس مما لا يستطيعون قرأته بأنفسهم لا شك أن هذه ينفعهم كثيراً وبعضهم يسأل عن هذا حتى بعد رمضان، فتجده يقرأ في الصلوات الجهرية قراءة متتابعة يبدأ بالفاتحة وينتهي بالناس، وهذا لا يظهر فيه ما يمنع إذا كان يريد بذلك أن يستذكر بنفسه وقد جاء ما يدل عليه، وإذا أراد أن يسمع الناس القرآن لكن لو أخل بهذا الترتيب أحياناً, وقرأ مثلاً في فجر الجمعة {الم} السجدة, وسورة الإنسان, وقرأ في يوم آخر غير هاتين السورتين وأخل بهذا الترتيب المضطرد كان أولى وإلا فلا يظهر