الكلام صحيح، منهم من لا يعتد بالتوقف وأنه لا يعد من الأقوال، لكن إذا توقف أهل العلم الذين لديهم الأهلية والنظر والاستدلال في المسائل العلمية فإن توقفهم له وزنه, وله هيبته, فإذا قيل مسألة أربعة أقوال رابعة التوقف لكن هذا المتوقف ممن يعتد بقوله من أهل العلم فإنه لم يتوقف إلا لأمر، لأمر جعله يتوقف من حيث عدم ظهور الدلالة في الأدلة أو عدم وضوح الراجح من هذه الأقوال، أو لتساويها عنده أحياناً قد تتساوى الأقوال عنده بأدلتها، وحينئذ يكون في المسألة مزيد تحري واحتياط، لأنه لو يتوقف وجد من يقول بالتحريم وجد من يقول: بالجواز ووجد من توقف اجتهد الناظر في أن ينظر بجرأة وقوة إلى أهل القولان، لكن إذا وجد من أهل العلم من توقف صار عند طالب العلم زيادة تحري، مزيد تحري وتثبت في المسألة، وأنها ليست من المسائل السهلة التي يمكن الجراءة على ترجيح أحد القولين وقد توقف فيها فلان وهو من أهل العلم والذي يعده أهل العلم من الأقوال التي في المسألة وإن لم يكن قولاً.
يقول: بعض المفكرين كان رد السلام يخل بمكانت الشخص فإنه لا يسلم، ويقول: إنه يطبق ذلك ما التوجيه في ذلك؟
هذا الرجل محروم، يعني ولو جاءنا مثل الكلام من أبي بكر, أو عمر مع صحة ما جاء في ذلك من النصوص ما التفتنا إليه، ((لن تدخلوا الجنة حتى تحابوا ألا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم)) , وإذا كانت الهيبة لا يحفظها إلا ترك السنة، فهذه مما يؤدي إلى ضياع الهيبة.
يقول: كيف يتم التمييز في الإسناد بين سفيان بن عيينة، وسفيان الثوري, إذا جاء اسم سفيان مبهم نود التوضيح لذلك؟
مر بنا مراراً في جامع الترمذي وأن الحافظ الذهبي -رحمه الله- في آخر الجزء السابع من السير أعلام النبلاء ذكر قاعدة يميز فيها بين السفيانين والحمادين، فيرجع إليها وعلى كل حال كل ما يتعلق بالسفيانين إذا كان بين سفيان وصاحب الكتاب من الكتب الستة راوٍ واحد فالذي يغلب على الظن أنه سفيان ابن عيينة، لأنه المتأخروإذا كان بين الإمام المؤلف وبين سفيان أكثر من راوي فالذي يغلب على الظن أنه الثوري لأنه هو متقدم.