بعض الروايات:" أنها وكانت حائض"، يخرج الرسول - عليه الصلاة والسلام - من المسجد إلى بيت عائشة وهو مجاور للمسجد فترجله وتسرحه" تسرح رأسه شعر رأسه كانت ترجل - رسول الله صلى الله عليه وسلم – يعني: تسرح شعره، والغالب شعر الرأس وإن كان يشمل شعر اللحية لكن الغالب أن الترجيل لشعر الرأس وهو معتكف, والحال أنه معتكف في المسجد، لا يخرج منه, لأن الخروج ينافي مقتضى الاعتكاف, إلا لما لا بد منه كحاجة الإنسان, والأكل والشرب, الذي لا يقوم إلا به وإيصال من احتاج إلى من يوصله من زوجة ونحوها, كما فعل النبي - عليه الصلاة والسلام - حينما قلب صفية إلى بيتها، المقصود: أن هذا مرتبط بالحاجة, وأما كثرة الحاجات, والارتباطات, والاشتراط في الاعتكاف هذا يناف مقتضى الاعتكاف, لأن بعض الناس يقول: اعتكف واستثنى الدوام، أخرج إلى الدوام وأرجع أقول: هذا ليس باعتكاف متى ما فرغت من الدوام اعتكف أما هذا ليس باعتكاف، اخرج بعض البدن كاليد ليأخذ شيء من خارج المسجد, أو الرِجل ما لم يكن معتمد عليها, يعني: معتمد على غيرها، أو أخراج الرأس كما هنا, هذا لا يخرج المعتكف عن كونه في حيز المسجد، في حيز المسجد، لأن النبي - عليه الصلاة والسلام - يخرج رأسه من المسجد في حجرته ترجله، ولا يعني: أن المعتكف يفرش عند باب المسجد, وإن كان داخل المسجد وينظر إلى الغادي والرائح ويقول: أنا في المسجد والرسول كان يخرج رأسه، هذا كله ليس بمبرر لأن يتلاعب بالاعتكاف, لأن بعض الناس يفعل هذا, يفرش عند باب المسجد هناك, ويقول: أنا داخل المسجد, أنا ما زلت معتكف, ويتحدث مع الغادي والرائح, ويأخذ, ويعطي, ويقول: أنا ما خرجت من المسجد، النبي - عليه الصلاة والسلام - فعل لذلك لبيان الجواز, لكن ما فعل ما يخل بالاعتكاف، يعني: هؤلاء يتحايلون على إبطال الاعتكاف وتمريره بصورة شرعية, هذا الكلام ليس بصحيح، وهي في حجرتها والنبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد, يعني: داخل المسجد, وإن كان رأسه خارج المسجد, وهي حائض- رضي الله عنها- مما يدل على أن بدن الحائض طاهر, ولا يؤثر فيما تمسه ولو كانت أو كان الممسوس رطباً.