هذا لا توجد عندنا. ((فقلت: ما أنا بقارئ، قال: فغطني حتى بلغ مني الجهد)) غطني, وغمني, وغتني, وعصرني, كلها بمعنى واحد، ضمه ضمة شديدة، حتى بلغ منه الجهد، يعني: بلغ منه الجهد والمشقة مبلغه فعلى ذلك ثلاثاً استنبط منه بعض أهل العلم أن المعلم، معلم القرآن لا يزيد في أدب المتعلم على ثلاث، في تأديب المتعلم على ثلاث مرات، لأنه غطاه ثلاث مرات، غطاه الأولى، قال:((فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني)) يعني: أطلقني, ثم قال:((اقرأ قلت: ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني)) يعني: أطلقني, بلغ مني الجهدَ، ومبلغ مني الجهدُ، وبلغ مني الجُهد، بلغ مني الجُهدُ، بلغ مني الملك الجهدَ، وبلغ مني الجهدُ مبلغه يعني: غايته، وكذلك في الجيم تقرأ تضبط بالفتح كما أنها تضبط بالضم ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ فغطني الثالثة حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني أطلقني وفي رواية: ((ماذا اقرأ، ماذا اقرأ))، كما حصل من هذا الغط والضبط كله من أجل التهيئة، لما سيلقى عليه من قول ثقيل، لينظر مدى تحمله للقول الثقيل، وليتهيأ نفسياً لما سيلقى عليه، فقال:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}[سورة العلق: ١] حتى بلغ: {ما لم يعلم} يعني: من سورة العلق، وجمهور أهل العلم على أن أو ما نزل سورة العلق، وجاء عن جابر بن عبد الله في الصحيح:"أن أول ما نزل المدثر"، أو ما نزل من القرآن المدثر, والجمهور على أن أول ما نزل هو قصة بدأ الوحي تدل دلالة واضحة صريحة على أن أول ما نزل سورة اقرأ بسم ربك, في هذا الحديث وغيره, وتكون أولية سورة المدثر أولية نسبية وليست أولية مطلقة، يعني: أول ما نزل عليه من القرآن بعد فتور الوحي لأنه فتر الوحي بعد ذلك كما جاء الصحيح في هذا الحديث أنه فتر الوحي ثم أنزلت عليه سورة المدثر، قال: فرجع بها فرجع بها، بالقصة المتكاملة من نزول الملك والغط والقراءة، ترجف بوادره, اللحم التي بين المنكب والعنق من الفزع، وفي رواية:"يرجف بها فؤاده" وهي في الصحيحين أيضاً حتى دخل على خديجة زوجته وكان قد تزوجها قبل ذلك بخمسة عشر عام، وهي أول زوجاته وأفضل زوجاته على قول كثير من أهل العلم