للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حتى دخل على خديجة فقال: ((زملوني زملوني) يعني غطوني غطوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع يعني هدأ من الفزع الذي أصابه فقال: ((يا خديجة مالي)) ما الذي حصل امرأة عاقلة رزينة من كملة النساء عمرها يفوقه بخمسة عشر عاماً مالي فأخبرها الخبر، وقال: وقد خشيت علي يعني إما من الجنون كما قال بعض الشراح، أو من الموت والقتل، إما من هول الموقف, أو مما يحصل له من قومه المخالفين له، وقد خشيت علي، فقالت: " كلا " نفي بقوة كلا أو زجره له أن يعتقد هذا الاعتقاد، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبداً، أقسمت وهي على دين قومها, لكنها نظرت إلى قرائن الأحوال ونظرت إلى سيرته - عليه الصلاة والسلام - التي فواتحها عنوان للخواتيم، الفواتح خير فالخواتم خير، " كلا فوالله لا يخزيك الله أبداً"، ثم استدلت على ما جزمت به بقولها: "إنك لتصل الرحم"، فالذي يصل الحرم يصان ويحفظ من الخزي, والعار في الدنيا قبل الآخرة، إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، تحمل الضعيف الذي ليس عنده ما يحمله، وتقر الضيف، وتعين على نوائب الحق، كل هذه مما يحول دون ما جزمت به من نفي الخزي وبين وقوعه وبهذا استدل ابن الدغنة على أن أبا بكر لا يحصل له شيء من ذلك لأنه قد اتصف بشيء من هذه الصفات التي اتصف بها النبي عليه الصلاة والسلام وخبره في البخاري، وتعين على نوائب الحق، ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبدا لعزى بن قصي، وهو ابن عم خديجة لأن خديجة بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن عمها بالنفس, وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية , وهي مرة قالت: أي ابن عمي ومرة قالت يا عم، أما وقله يا ابن عم هذا على الحقيقة لأنه ابن عمها، وكونه تقول له يا عم لأنه أكبر منها سناً وهذا من الأدب في الخطاب وما زال هذا موجوداً يقال للكبير يا عم، وهو ابن خديجة أخي أبيها وكان امرأ تنصر في الجاهلية، يعني اعتنق دين المسيح بن مريم النصرانية، وكان يكتب الكتاب العربي وبعض الروايات العبراني، وكل هذا صحيح فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب، كان يترجم الإنجيل إلى العربية, وإلى العبرية ويبقى إنجيل، ويبقى إنجيل وإن كتب بالعربية، أو

<<  <  ج: ص:  >  >>