لمن اتقى، والصلاة التي رتب عليها الأجور العظمية إنما هي الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، بمعنى أنها تورث التقوى.
وعن همام عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((والذي نفسي بيده إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يذر شهوته وطعامه وشرابه من جراء - يعني: من أجلي مثلما تقدم -، فالصيام لي وأنا أجزي به فالصيام لي وأنا أجزي به)) وهذا تقدم، والفرق بين الروايتين: أن الرواية الأولى جاء بالحصر إنما يذر، والثاني خلت من الحصر إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يذر، ما قال إنما يذر، يذر شهوته وطعامه شرابه من أجلي أو من جرائي وهي في معنى أجلي.
قال -رحمه الله-: وعن نافع عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ((ذكر رمضان)) ففيه: إطلاق رمضان من غير إضافة شهر، من غير إضافة شهر وجاء في الحديث الصحيح ((من صام رمضان))، ((من قام رمضان))، ((وذكر رمضان))، وجاء عن بعض السلف: كراهية قول رمضان، إنما يقال شهر رمضان ويذكرون في هذا حديث ضعيفاً فيه:((أن رمضان من أسماء الله تعالى))، لكن الحديث ضعيف، وجاء إطلاق رمضان من غير إضافة شهر في نصوص كثيرة صحيحة صريحة في البخاري وغيره، وجاء في البخاري ترجمة قول رمضان وفيه رد على من ذكر ذلك.
((ذكر رمضان فقال: لا تصوموا حتى تروى الهلال، ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له))، وفي رواية لمسلم:((فقدروا ثلاثين)) يعني في الرواية الأولى متفق عليه لأنه ما خرجت فهي متفق عليه، وللبخاري:((فأكملوا العدة ثلاثين))، لا تصوموا حتى ترو الهلال وقد جاء النهي عن تقدم رمضان بيوم أو يومين، جاء النهي عن تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين، فلا يجوز الصيام حتى يرى الهلال، ولا يفطر الصائم حتى يرى هلال شوال، فإذا رآه من تقوم الحجة برؤيته لأنه قد يقول قائل: لا تصوموا خطاب جمع وحتى تروى خطاب جمع ومقابلة الجمع بالجمع تقتضي القسمة أفراد، تقتضي القسمة أفراد، ويش معنى هذا؟ معناه: أنه لا يجوز لأحد أن يصوم حتى يرى الهلال، لكن هل هذا الظاهر مراد أو غير مراد؟