٢ سورة الزخرف آية: ٢٨. ٣ سورة البقرة آية: ١٦٧. ٤ الظاهر أن المعنى: أنهم يحبون أندادهم من جنس حب الله الذي هو حب التعظيم والذل والخضوع؛ لأنه ليس كل حب يكون عبادة حتى يكون فيه تعظيم وخضوع. ولذلك قال: "كحب الله" ولم يقل: كحبهم لله. فهم في الوقت الذي يحبونهم أعظم الحب, يخافونهم أشد الخوف، معتقدين أنهم يخلفون عليهم خيرا مما ينذرونه لهم، ويذبحونه لهم من طيب مالهم ويرجون منهم المساعدة والمعونة على كشف الضر ودفع البأساء, ويحذرون انتقامهم بحرق زرعهم وإهلاك أولادهم وأنفسهم, ويروون عن سدنتهم روايات مكذوبة في تأييد دعاويهم تهويلا عليهم وتمكينا للضلال والشرك من أنفسهم، فهم لا يرجون لله وقارا كما يرجون لهم، ولا يخشون الله كما يخشونهم. فتجرد أنفسهم بسخاء في سبيل التقرب إلى أولئك الموتى من أوليائهم بما لا تجود بعشره في سبيل الله; برا للوالدين أو صلة للأرحام أو إطعاما لجار بائس, أو مسكين من أهل قريته. هذا شأن عباد القبور والموتى اليوم. دقق في أحوالهم وطبقها على آيات المشركين في القرآن تجدهم زادوا على مشركي الجاهلية الأولى. والله المستعان, ولا حول ولا قوة إلا بالله. ٥ إن من تحقق محبة مشركي زماننا لآلهتهم التي يسمونها بالأولياء يعلم يقينا أنهم يحبونها أكثر من محبتهم لله؟ ويتصدقون لوجوهها بما لا يقدرون أن يتصدقوا بعشره لوجه الله. ٦ مسلم: الإيمان (٢٣) , وأحمد (٣/٤٧٢ ,٦/٣٩٤) . ٧ في قرة العيون: فقد ذكر فيها - رحمه الله تعالى - ما يبين التوحيد وما ينافيه, وما يقرب منه, وما يوصل إليه من الوسائل, وبيان ما كان عليه السلف من بعدهم عن الشرك في العبادة وشدة إنكارهم له وجهادهم على ذلك، وقد جمع هذا الكتاب على اختصاره من بيان التوحيد ما لا يعذر أحد عن معرفته وطلبه بإقبال وتدبر. وكذلك الرد على أهل الأهواء جميعهم, فمن حفظه واستحضره وجد ذلك واستغنى به عن غيره في الرد على كل مبتدع, فتدبره تجد ذلك بينا. وسيأتي التنبيه على ذلك إن شاء الله تعالى.