الكلام الداخلين فيما لا يعنيهم، الخائضين فيما لا تبلغه عقولهم".
ومن التنطع: الامتناع من المباح مطلقا، كالذي يمتنع من أكل اللحم والخبز،
السابعة: جبلة الآدمي١ في كون الحق ينقص في قلبه والباطل يزيد.
الثامنة: فيه شاهد لما نقل عن السلف أن البدع سبب الكفر.
التاسعة: معرفة الشيطان بما تئول إليه البدعة، ولو حسن قصد الفاعل.
العاشرة: معرفة القاعدة الكلية، وهي النهي عن الغلو ومعرفة ما تئول إليه.
الحادية عشرة: مضرة العكوف على القبر لأجل عمل صالح.
الثانية عشرة: معرفة النهي عن التماثيل والحكمة في إزالتها.
الثالثة عشرة: معرفة شأن هذه القصة وشدة الحاجة إليها مع الغفلة عنها.
الرابعة عشرة: وهي أعجب، وأعجب قراءتهم إياها في كتب التفسير والحديث ومعرفتهم بمعنى الكلام، وكون الله حال بينهم وبين قلوبهم، حتى اعتقدوا أن فعل قوم نوح أفضل العبادات، فاعتقدوا أن ما نهى الله ورسوله عنه فهو الكفر المبيح للدم والمال.
الخامسة عشرة: التصريح بأنهم لم يريدوا إلا الشفاعة.
ومن لبس الكتان والقطن، ولا يلبس إلا الصوف، ويمتنع من نكاح النساء، ويظن أن هذا من الزهد المستحب. قال الشيخ تقي الدين: " فهذا جاهل ضال". انتهى.
وقال ابن القيم -رحمه الله-: قال الغزالي: " والمتنطعون في البحث والاستقصاء".
وقال أبو السعادات: " هم المتعمقون الغالون في الكلام، المتكلمون بأقصى حلوقهم. مأخوذ من النطع، وهو الغار الأعلى من الفم، ثم استعمل في كل متعمق قولا وفعلا".
١ الجبلة بكسرتين فلام مشددة وكخشبة أيضا الخلقة والطبيعة; والمعنى أن الإنسان مجبول على نقصان الحق في قلبه وزيادة الباطل إلا من رحم الله، وأنزل في قلوبهم السكينة؛ فإن إيمانهم لا يزال يزيد ولا ينقص.