وقال سعيد أيضا: حدثنا حبان بن علي حدثنا محمد عجلان عن أبي سعيد مولى المهري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " لا تتخذوا قبري عيدا ولا بيوتكم قبورا، وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني " ١.
قال شيخ الإسلام: فهذان المرسلان من هذين الوجهين المختلفين يدلان على ثبوت الحديث، لا سيما وقد احتج به من أرسله. وذلك يقتضي ثبوته عنده هذا لو لم يُرْوَ من وجوه مسندة غير هذين، فكيف وقد تقدم مسندا؟
قوله:"علي بن الحسين" أي ابن علي ابن أبي طالب، المعروف بزين العابدين رضي الله عنه أفضل التابعين من أهل بيته وأعلمهم. قال الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه. مات سنة ثلاث وتسعين على الصحيح. وأبوه الحسين سِبْط رسول الله صلي الله عليه وسلم وريحانته، حفظ عن النبي صلي الله عليه وسلم، واستشهد يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وله ست وخمسون سنة رضي الله عنه.
قوله:"أنه رأى رجلا يجيء إلى فرجة" بضم الفاء وسكون الراء، وهي الكوة في الجدار والخوخة ونحوهما.
قوله:"فيدخل فيها فيدعو فنهاه" هذا يدل على النهي عن قصد القبور والمشاهد لأجل الدعاء والصلاة عندها.
قال شيخ الإسلام -رحمه الله تعالى-: ما علمت أحدا رخص فيه؛ لأن ذلك نوع من اتخاذه عيدا، ويدل أيضا على أن قصد القبر للسلام إذا دخل المسجد ليصلي منهي عنه؛ لأن ذلك لم يشرع، وكره مالك لأهل المدينة كلما دخل الإنسان المسجد أن يأتي قبر النبي صلي الله عليه وسلم؛ لأن السلف لم يكونوا يفعلون ذلك، قال:" ولن يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها ". وكان الصحابة والتابعون -رضي الله عنهم- يأتون إلى مسجد النبي صلي الله