٢ وذلك ما رواه مسلم وأبو داود والنسائي من حديث عدي بن حاتم: "أن خطيبا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى. فقال له صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت. قل: من يعص الله تعالى ورسوله فقد غوى". قال النووي: ((سبب الإنكار عليه أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح, واجتناب الإشارات والرموز. قال: ولهذا ثبت أن رسول الله كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه, قال: وإنما ثنى الضمير في قوله: "أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"؛ لأنه ليس خطبة وعظ، وإنما هو تعليم حكم, فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف الخطبة)) اهـ. أقول: ولعلها حادثة حال لها ظروفها التي اقتضت أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك والله أعلم.