للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ذا الجلال والإكرام " ١.

الصلاة قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على فلان وفلان. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا: السلام على الله؛ فإن الله هو السلام " ٢.

وفي الحديث: " إن هذا هو تحية أهل الجنة لربهم تبارك وتعالى " ٣.

وفي التنزيل ما يدل على أن الرب -تبارك وتعالى- يسلم عليهم في الجنة ٤. كما قال تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} ٥.

ومعنى قوله: "إن الله هو السلام" إن الله سالم من كل نقص ومن كل تمثيل، فهو الموصوف بكل كمال، المنزه عن كل عيب ونقص.

قال العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد: " السلام اسم مصدر. وهو من ألفاظ الدعاء. يتضمن الإنشاء والإخبار، فجهة الخبر فيه لا تناقض الجهة الإنشائية، وهو معنى السلام المطلوب عند التحية. وفيه قولان مشهوران:

الأول: أن السلام هنا هو الله عز وجل. ومعنى الكلام: نزلت بركته عليكم ونحو ذلك. فاختير في هذا المعنى من أسمائه عز وجل اسم "السلام" دون غيره من الأسماء.

الثاني: أن السلام مصدر بمعنى السلامة، وهو المطلوب المدعو به عند التحية. ومن حجة أصحاب هذا القول: أنه يأتي منكرا، فيقول المسلم: "سلام عليكم"، ولو كان اسما من أسماء الله لم يستعمل كذلك. ومن حجتهم: أنه ليس المقصود من السلام هذا المعنى، وإنما المقصود منه الإيذان بالسلامة خبرا ودعاء".

قال العلامة ابن القيم -رحمه الله-: وفصل الخطاب أن يقال: الحق في مجموع القولين. فكل


١ أحمد (٦/١٤٥) .
٢ مسلم: الصلاة (٤٠٢) , والنسائي: السهو (١٢٩٨) , وأبو داود: الصلاة (٩٦٨) , وابن ماجه: إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٩٩) , وأحمد (١/٣٨٢ ,١/٤١٣) , والدارمي: الصلاة (١٣٤٠) .
٣ أخرجه مسلم: كتاب المساجد (٥٩١) (١٣٥) : باب استحباب الذكر بعد الصلاة وبيان صفته. من حديث ثوبان رضي الله عنه.
٤ منكر. جزء من حديث طويل رواه ابن أبي الدنيا، وأبو نعيم معضلا. ورفعه منكر كما قال المنذري في الترغيب والترهيب (٤/ ٢٧١) .
٥ سورة يس آية: ٥٨.

<<  <   >  >>