للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أخرج أبو داود عن عبد العزيز ابن أبي حازم عن أبيه عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم " ١ ٢.

وعن عمر مولى غُفرة عن رجل من الأنصار عن حذيفة - وهو ابن اليمان- رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون: لا قدر، من مات منهم فلا تشهدوا جنازته ومن مرض منهم فلا تعودوه، وهم شيعة الدجال، وحق على الله أن يلحقهم بالدجال " ٣ ٤.

قوله: "وقول ابن عمر: والذي نفسي بيده" إلخ. حديث ابن عمر أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن يحيى بن يعمر قال: " كان أول من تكلم في القدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن الحميري حاجين، أو معتمرين. فقلنا: لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر؟ فوفق الله تعالى لنا عبد الله بن عمر داخلا في المسجد، فاكتنفته أنا وصاحبي، فظننت أن صاحبي سيكل الكلام إليّ، فقلت: أبا عبد الرحمن، إنه قد ظهر قِبلنا أناس يقرءون القرآن، ويتقفّرون العلم٥ يزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أُنف،


١ حسن: أبو داود: كتاب السنة (٤٦٩١: باب في القدر وحسنه الألباني في السنة لابن أبي عاصم (٣٣٨, ٣٣٩) لشواهده وطرقه الكثيرة فليراجع.
٢ قال في عون المعبود (ج ٤ ص ٣٥٧) قال الخطابي: إنما جعلهم مجوسا لمضاهاة مذهبهم مذاهب المجوس في قولهم بالأصلين, وهما النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور, والشر من فعل الظلمة. وكذلك القدرية يضيفون الخير إلى الله, والشر إلى غيره. اهـ. وقال المنذري: هذا منقطع. أبو حازم- سلمة بن دينار- لم يسمع من ابن عمر. وقد روى هذا الحديث من طرق عن ابن عمر، ليس فيها شيء يثبت- اهـ.
٣ حسن: أحمد (٥/ ٤٠٦ , ٤٠٧) وأبو داود: كتاب السنة (٤٦٩٢) : باب في القدر. وحسنه الألباني في تخريج السنة لابن أبي عاصم (٣٢٩) .
٤ قال المنذري: عمر مولى غفرة- بضم الغين وسكون الفاء- لا يحتج بحديثه. ورجل من الأنصار مجهول، وقد روي من طرق أخرى عن حذيفة. ولا يثبت.
٥ يقال: اقتفرت الأثر, أي تتبعته وقفوته. فمعنى يتقفرون العلم أي يتطلبونه.

<<  <   >  >>