للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإمام أحمد بكماله١ قال: حدثنا الحسن بن سوار حدثنا ليث عن معاوية عن أيوب بن زياد; حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة حدثني أبي قال: دخلت على عبادة وهو مريض أتخايل فيه الموت، فقلت: يا أبتاه أوصني واجتهد لي، فقال: أجلسوني. قال: يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان، ولن تبلغ حقيقة العلم بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت: يا أبتاه فكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره؟ قال: تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطئك.

يا بني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن أول ما خلق الله القلم; فقال له: اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة. يا بني، إن مت ولست على ذلك دخلت النار " ورواه الترمذي بسنده المتصل إلى عطاء ابن أبي رباح عن الوليد بن عبادة عن أبيه، وقال: حسن صحيح وغريب ٢.

وفي هذا الحديث ونحوه: بيان شمول علم الله تعالى وإحاطته بما كان ويكون في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} ٣٤.


١ المسند (ج ٥ ص ٣١٧) وهو عند أبي داود أخصر مما عند أحمد، ومن طريق جعفر بن مسافر الهذلي أخبرنا يحيى بن حسان أخبرنا الوليد بن رباح عن إبراهيم بن أبي جميلة عن أبي حفصة قال: قال عبادة بن الصامت لابنه الحديث. وسكت عنه المنذري.
٢ صحيح: أحمد (٥/ ٣١٧) وأبو داود: كتاب السنة (٤٧٠٠) : باب في القدر. وأما رواية الترمذي فهي عنده في موضعين. كتاب القدر (٢١٥٥) : باب [١٧] وقال: حديث غريب. كتاب التفسير (٣٣١٩) : باب ومن سورة ن وقال: حديث حسن غريب. وفي الباب عن ابن عباس، وصححه الألباني لطرقه وشواهده في السنة لابن أبي عاصم (١٠٢ , ١٠٣ , ١٠٤ , ١٠٥) .
٣ سورة الطلاق آية: ١٢.
٤ في قرة العيون: والآيات في إثبات القدر كثيرة, وقد استدل العلماء على إثبات القدر بشمول القدرة والعلم, كما في الآية.

<<  <   >  >>