٢ كثير من الناس يخطئون في فهم أحاديث: "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة" فيظنون بأن التلفظ بها يكفي وحده للنجاة من النار ودخول الجنة، وليس كذلك، فإن من يظن ذلك من المغرورين لم يفهم "لا إله إلا الله" لأنه لم يتدبرها. إذ أن حقيقة معناها: البراءة من كل معبود، والتعهد بتجريد كل أنواع العبادة لله سبحانه وحده، والقيام بها على الوجه الذي يحبه ويرضاه. فمن لم يقم بحقها من العبادة، أو قام ببعض أنواع العبادة، ثم عبد مع الله غيره من دعاة الأولياء والصالحين والنذر لهم ونحو ذلك؛ فإنه يكون هادما لها، فلا تنفعه دعواه ولا تغني عنه شيئا، ولو كان مجرد قولها كافيا لم يقع من المشركين ما وقع من محاربة الرسول صلى الله عليه وسلم ومعاداته. قال الله تعالى: (فاعلم أنه لا إله إلا الله) - وقال - (إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) , فمن لم يوف بها ويعمل بمقتضاها لا ينفعه التلفظ. وكل من جعل شيئا من أنواع العبادة لغير الله فهو إما جاهل بمعناها، أو كاذب في ادعائه الإيمان، وأولئك هم المغرورون (الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) .