للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من المسلمين". اهـ.

وقد روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً} ١ على الإسلام. ولم يك في زمانه أحد على الإسلام غيره.

قلت: ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم: من أنه كان إماما يقتدى به في الخير.

قال: وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ} ٢٣.


١ سورة النحل آية: ١٢٠.
٢ سورة المؤمنون آية: ٥٧-٥٨-٥٩.
٣ في قرة العيون: قال العماد ابن كثير: أي مع إحسانهم وعملهم الصالح مشفقون من الله وخائفون وجلون من مكره بهم; كما قال الحسن البصري: "المؤمن من جمع إحسانا وشفقا, والمنافق من جمع إساءة وأمنا". (والذين هم بآيات ربهم يؤمنون) , أي يؤمنون بآيات الله الكونية والشرعية لقوله تعالى عن مريم: ١٢: ٦٦ (وصدقت بكلمات ربها وكتبه وكانت من القانتين) , أي أيقنت أن ما كان فهو من قدر الله وقضائه, وما شرعه الله إن كان أمرا فهو ما يحبه الله ويرضاه, وإن كان نهيا فهو ما يكرهه ويأباه, وإن كان خبرا فهو حق.

<<  <   >  >>