وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئا، وذكروا أشياء. فخرج عليهم رسول الله صلي الله عليه وسلم فأخبروه، فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون. فقام عكاشة بن محصن فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، قال: أنت منهم. ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال: سبقك بها عكاشة ".
هكذا أورده المصنف غير معزو، وقد رواه البخاري مختصرا ومطولا، ومسلم واللفظ له، والترمذي والنسائي.
عن حصين بن عبد الرحمن قال: "كنت عند سعيد بن جبير، فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكني لدغت، قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت. قال: فما حملك على ذلك؟
قوله:"عن حصين بن عبد الرحمن" هو السلمي، ١ أبو الهذيل الكوفي. ثقة، مات سنة ست وثلاثين ومائة، وله ثلاث وتسعون سنة.
وسعيد بن جبير: هو الإمام الفقيه من جلة أصحاب ابن عباس، روايته عن عائشة وأبي موسى مرسلة. وهو كوفي مولى لبني أسد، قتل بين يدي الحجاج سنة خمس وتسعين ولم يكمل الخمسين.
قوله:"انقض" هو بالقاف والضاد المعجمة أي سقط. "والبارحة" هي أقرب ليلة مضت. قال أبو العباس ثعلب: يقال قبل الزوال: رأيت الليلة، وبعد الزوال: رأيت البارحة، وكذا قال غيره، وهي مشتقة من برح إذا زال.
قوله:"أما إني لم أكن في صلاة" قال في مغنى اللبيب: "أما" بالفتح والتخفيف على وجهين: أحدهما: أن تكون حرف استفتاح بمنزلة "ألا" فإذا وقعت "أن" بعدها كسرت. الثاني: أن تكون بمعنى حقا، أو أحق. وقال آخرون: هي كلمتان الهمزة للاستفهام و "ما" اسم بمعنى شيء، أي أذلك الشيء حق، فالمعنى أحق هذا؟ وهو الصواب. و "ما" نصب على الظرفية، وهذه تفتح "أن" بعدها". انتهى.
والأنسب هنا هو الوجه الأول، والقائل هو حصين، خاف أن يظن الحاضرون أنه رآه
١ في قرة العيون: الحارثي, من تابعي التابعين. عن الشعبي.