٢ صحيح: الترمذي: كتاب صفة القيامة (٢٤٤٦) : باب (١٦) وقال الترمذي: حسن صحيح والنسائي في الكبرى كما في تحفة الأشراف (٤/٤١٠) . ٣ في قرة العيون: فالله أعلم متى عرضت, وعرضها أن الله تبارك وتعالى أراه مثالها إذا جاءت الأنبياء ومن تبعهم. فمن نجا بالإيمان بالله وما بعث به أنبياءه ورسله من دينه الذي شرعه لهم، وهو عبادته وحده لا شريك له وترك عبادة ما سواه, والأخذ بما أمرهم به وترك ما نهاهم عنه كما قال تعالى عن قوم نوح: ٧١: ٢ (قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون) فعبادته وتوحيده وطاعته بامتثال ما أمرهم به, وترك ما نهاهم عنه, وطاعة رسوله. هذا هو الدين, أن لا يعبد إلا الله, وأن لا يعبد الله إلا بما شرع، فعلا وتركا, وأن يقدم طاعة رسوله على ما يحبه ويهواه. ٤ في قرة العيون: أي يبعث في قومه فلا يتبعه منهم أحد كما قال تعالى: ١٥: ١٠ (ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون) وفيه دليل على أن الناجي من الأمم هم القليل، والأكثرون غلبت عليهم الطبائع البشرية فعصوا الرسل فهلكوا; كما قال تعالى: ٦: ١٦ (وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) وقال: ١٠١: ٧ (وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين) وقال: ٤٢: ٣٠ (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين) وأمثال هذه الآيات في القرآن كثير. والناجون- وإن كانوا أقل القليل- فهم السواد الأعظم؛ فإنهم الأعظمون قدرا عند الله وإن قلوا. فليحذر المسلم أن يغتر بالكثرة وقد اغتر بهم كثيرون حتى بعض من يدعي العلم، اعتقدوا في دينهم ما يعتقده الجهال الضلال ولم يلتفتوا إلى ما قاله الله ورسوله.