للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجبت دعوتهم.

قوله: " وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه " ١٢ أي في الإسلام إذا أجابوك


١ البخاري: المناقب (٣٧٠١) , ومسلم: فضائل الصحابة (٢٤٠٦) , وأبو داود: العلم (٣٦٦١) , وأحمد (٥/٣٣٣) .
٢ في قرة العيون: فيه مما أمر به وشرعه من حقوق "لا إله إلا الله " وهذا يدل على أن الأعمال من الإيمان خلافا للأشاعرة والمرجئة في قولهم: إنه القول. وزعموا أن الإيمان هو مجرد التصديق, وتركوا ما يدل عليه الكتاب والسنة؛ لأن الدين ما أمر الله به فعلا وما نهى عنه تركا. وفيه الرد على المشركين المستدلين على الشرك بكرامات الأولياء لدلالتها على فضلهم. وأمير المؤمنين علي رضي الله عنه وقع له من الكرامات ما لم يقع لغيره. وقد خد الأخاديد وأضرمها بالنار وقذف فيها من غلا فيه أو اعتقد فيه بعض ما كان يعتقده هؤلاء المشركون مع أهل البيت وغيرهم. فصار من أشد الصحابة رضي الله عنه بعدا عن الشرك, وشدة على من أشرك حتى أحرقهم بالنار (*) . وكذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما أعطي من الكرامات صار من أبعد الصحابة عن الشرك وذرائعه. وهؤلاء أفضل أهل الكرامات فما زادهم ذلك إلا قوة في التوحيد; وشدة على أهل الشرك والتنديد, كما جرى لعمر - رضي الله عنه - في الاستسقاء بالعباس وتعمية قبر دانيال لما وجده الصحابة في بيت مال الهرمزان, كما أن المعجزات إنما زادت الرسل قوة في الدعوة إلى التوحيد وشدة على أهل الشرك والإنكار عليهم وجهادهم, ولكن قد يقع من الأحوال الشيطانية لمن استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر ربه ما قد يلتبس على الجهال الذين تلبسوا بالشرك; ويظنون أن ذلك كرامات, وهي من مكر الشيطان; وإغوائه لمن لم يعرف الحق من الباطل, وقد قال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ٤٣: ٤٣ (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) فكذلك يجب على كل أحد أن يطلب الحق من القرآن بتدبره؛ فإنه الصراط المستقيم ولا يلتفت إلى ما زخرفته الشياطين كما اغتر به من اغتر في هذه الأمة من قبلهم. (*) هو عبد الله بن سبأ اليهودي وشيعته. والقصة في البخاري. وفيه: من أداء الفرائض على الوجه الشرعي والنهي عن تعدي الحدود التي حدها الله بين الحلال والحرام; وذلك من الإيمان. فالحلال ما أحله الله, والحرام ما حرمه الله; والدين ما شرعه الله, فإذا أخذ بالإسلام الذي هو التوحيد والإخلاص, وأحل ما أحله الله تعالى وحرم ما حرم الله تعالى وأمر بذلك وجاهد عليه, فقد قام بما وجب. وبالله التوفيق.

<<  <   >  >>