للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الجانب النظري]

[أولا: الفرق بين الترويح المباح وغير المباح]

...

[الجانب النظري]

بعد عرض المعنى اللغوي والاصطلاحي والإجرائي يود الباحث أن يبين في الجانب النظري بعض أهم النقاط عن الترويح في منهج التربية الإسلامية

أولاً: الفرق بين الترويح المباح وغير المباح:

سمات وخصائص الترويح المباح:

من أكبر النعم على أمة الإسلام أن الله هدى المسلمين لهذا الدين ومن جزيل نعمه عليهم بعد الهداية أن جعل الدين مُيسراً حسب الاستطاعة، يقول تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} (القمر/٢٢) . وقوله جل من قائل: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا} (التغابن/١٦) . وقوله جل وعلا في موضع آخر: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} ? (الحج/٧٨) .

فالله تبارك وتعالى حين خلق آدم عليه السلام وخلق ذريته وما خلقهم عبثاً فإن خلقه لغرض وهدف سامٍ ألا وهو العبودية لله كما جاء في محكم التنزيل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات/٥٦) ، لذا لا ينبغي لهذا المخلوق المُكلف أن يسلك في حياته إلاّ بما أُمِرَ ولا يقول إلاّ بما هو مطلوب منه، فالإنسان خُلق لهدف فلا يجعل حياته كلها لهواً ولعباً أو أن يتبع هواه، إنما الوقت كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: “لا تزولا قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأَلَ عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه” ١، لذا لا ينبغي للإنسان المكلف أن يضيِّع وقته في الترف واللهو واللعب والخمول والكسل فالحياة هي مزرعة الآخرة.

فيما يتعلق بمنهج التربية الإسلامية من خلال الكتاب والسنة بالنسبة


١ محمد بن سورة، ج٤، ص ٦١٢.

<<  <   >  >>