للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فأقبل ابن الفرات على المحسن ابنه وقال له: أنت تتولى لأمير المؤمنين ديوان المصادرين، فاكتب له بما يريد. فقال أُوقع بأن يكتب له ذلك. قال: لا، بل تكتبه بخطك. قال: فكيف أدعو له؟ قال: بالدعاء التام. فكتب له المحسن بخطه عن نفسه كتاباً بالمصادرة، ودعا له في صدره، ثلاثة أسطر، وترجمة بالدعاء التام، وكتب: من المحسن بن أبي الحسن. كما يكتب إلى الناس كلهم، ودفع الكتاب إلى أبي غانم سعيد بن محمد المعروف بابن الشاشي خليفته على ديوان المصادرين. وبينما ابن الفرات يحادث علي بن عيسى خرج أبو علي الحسن بن أبي الحسن ابن الفرات، من دولة، وسنه إذا ذاك بضع عشرة سنين. فقام إليه علي بن عيسى، فأكبر ذاك أبو الحسن بن الفرات وقال: يا أبا الحسن أعزك الله هذا ولدك. فقال علي بن عيسى: قد خدمت السيد الماضي أبا العباس رحمه الله وخدمت الوزير أيده الله، وأرجو أن أعيش حتى أخدم هذا السيد أعزه الله. فشكره ابن الفرات على قوله، وأخذ قرطاساً ووقع فيه إلى هارون بن عمران بأن يحتسب عليه من مال ضيعته بألفي دينار يحملها إلى أبي الحسن علي بن عيسى من غير دعاء معونة له على مصادرته. فقال علي بن عيسى: ما أحب التثقيل على الوزير أيده الله ولكن لا أرد تفضله مع الحاجة إليه. وأخذ المحسن الدواة وكتب له بألف دينار. وتقدم ابن الفرات إلى هارون بن عمران بأن يكتب له قبضاً بهذه الثلاثة الآلاف الدينار من مال مصادرته، ونهض علي بن عيسى بعد أن قبل يد

<<  <   >  >>