وما ينجي من الغمرات إلا ... براكاء القتال أو الفرار
وقال ابن أخي الأصمعي: كان عمي إذا ورد عليه شيء ينكره قال: جحفل به. ومعناه أرم به. يقال جحفلت به إذا صرعته.
قال أبو العباس محمد بن يزيد: كان الأصمعي إذا أنشد هذه الأبيات يومئ كأنه يقوم على أرع. والأبيات له:
يا أمة الله ألم تسمعي ... ما قال عبد الملك الأصمعي
واحدة أثقلتني حملها ... فكيف لو قمت على أربع
وذكر أبو العباس قال: دخل الأصمعي يوماً على الرشيد بعد غيبة كانت منه فقال ل: يا أصمعي كيف كنت بعدي؟ فقال: ما لاقتني بعدك أرضٌ، فتبسم الرشيد فلما خرج الناس قال له: ما معنى قولك ما لاقتني أرض. قال: ما استقرت بي أرض كما يقال فلان لا يليق شيئاً أي لا يستقر معه شيء. فقال له: هذا حسن ولكن لا ينبغي أن تلكمني بين يدي الناس إلا بما أفهمه فإذا خلوت فعلمني فإنه يقبح بالسلطان أن لا يكون عالماً إما أن أسكت فيعلم الناس أني لا أفهم إذا لم أجب وإما أن أجيب بغير الجواب فيعلم من حولي أني لم أفهم ما قلت. قال الأصمعي: فعلمني أكثر مما علمته.