قال أبو العباس نمى إلي أن الرشيد مازح أم جعفر فقال لها: كيف أصبحت يا أم نهر؟ فاغتمت لذلك ولم تدر ما معناه فوجهت إلى الأصمعي تسأله عن ذلك فقال لها: الجعفر النهر الصغير وإنما ذهب إلى هذا. فطابت نفسها.
قال أبو العباس كان رجل يألف حلقة الأصمعي فإذا صار إلى منعته أهدى مما يحمل منها. فترك حلقة الأصمعي فألف حلقة أبي زيد وكان أبو زيد لا يقبل شيئاً، فمر الرجل يوماً بالأصمعي فأنشده الأصمعي للفرزدق.
ولح بك الهجران حتى كأنما ... ترى الموت في البيت الذي كنت تألف
وكان يقول اليسير من الشعر فمن ذلك ما يروى عنه أنه قال: كنت أجالس أمير المؤمنين وأسامره فوجه إلي ليلة في ساعة يرتاب فيها البريء فتناولت أهبة الدخول عليه فمنعت من ذلك وأعجلت فدخلني من ذلك رعب شديد وخوف وجعلت أتذكر ذنباً فلا أجده وجعلت نفسي تظن الظنون. فلما دخلت عليه سلمت ومثلت بين يديه قائماً وهو مطرق فرفع رأسه إلي فأمرني بالجلوس فجلست فقال: يا عبد الملك قلت: لبيك يا أمير المؤمنين. قال: