دَخَلَ عَلَيْهَا غُرْفَتهَا وضنها بِهِ ضَنَا شَدِيدًا وَلَمْ تَكُنْ تَفْعَل ذَلِكَ مِنْ قَبْل وَإِعْرَاضهَا عَنْ اَلتَّبَسُّط مَعَهُ فِي اَلْحَدِيث بَعْد مَا قَصَّ عَلَيْهَا مِنْ قَبْل وَإِعْرَاضهَا عَنْ اَلتَّبَسُّط مَعَهُ فِي اَلْحَدِيث بَعْد مَا قَصَّ عَلَيْهَا قِصَّته مَعَ أَبِيهِ وَزَعْمهَا أَنَّهَا مَرِيضَة خَائِرَة لَا تَسْتَطِيع اَلْبَقَاء مَعَهُ وَإِلْحَاحهَا عَلَيْهِ فِي صَبَاح اَلْيَوْم اَلثَّانِي إِلْحَاحًا شَدِيدًا فِي اَلْعَوْدَة إِلَى مُقَابَلَة أَبِيهِ وَاسْتِعْطَافه وَقَوْلهَا إِنَّهَا لَا تَكُون رَاضِيَة عَنْ نَفْسهَا وَلَا هَانِئَة بِعَيْشِهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ أَبُوهُ رَاضِيًا عَنْهُ فَاسْتَنْتَجَ مِنْ هَذَا كُلّه أَنَّهَا مُنْذُ شَعَرَتْ بِفَرَاغ يَده مِنْ اَلْمَال وَأَنَّ أَبَاهُ إِمَّا أَنْ يَحُول بَيْنه وَبَيْنهَا وَإِمَّا أَنْ يُقَتِّر عَلَيْهِ اَلرِّزْق تَقْتِيرًا مَلَّتْهُ واجتويه وَفَكَّرَتْ فِي سَبِيل اَلْخَلَاص مِنْهُ وَلَمْ تَزَلْ تَنْتَظِر مَا يَأْتِيهَا بِهِ اَلْقَدْر حَتَّى أَتَاهَا بِكِتَاب المركيز فَكَانَ هُوَ طَرِيق خَلَاصهَا.
وَلَمْ يَزَلْ هَائِمًا مَا شَاءَ اَللَّه أَنْ يَهِيم فِي تَصَوُّرَاته وَأَوْهَامه حَتَّى غَلَبَته فَهَجَعَ قَلِيلًا ثُمَّ اِسْتَيْقَظَ فِي اَلصَّبَاح فَدَخَلَ عَلَى أَبِيهِ فِي مَخْدَعه وَقَالَ لَهُ لِي عِنْدك أُمْنِيَة يَا أَبَتَاهُ لَا أُرِيد غَيْرهَا وَأُرِيد أَنْ أَبْتَاعهَا مِنْك بِخُضُوعِي لَك وَنُزُولِي عَلَى حُكْمك أَبَد اَلدَّهْر فِيمَا سَرَّنِي أَوْ سَاءَنِي فَهَلْ لَك أَنْ تبلغنها قَالَ وَمَا هِيَ قَالَ أُرِيد أَنْ تُعْطِينِي اَلسَّاعَة خَمْسَة عَشَر أَلْف فِرَنْك قَالَ وَمَا تُرِيد مِنْهَا قَالَ أَحَبّ أَنْ أَسْتَأْثِر بِهَذَا اَلسِّرّ لِنَفْسِي مِنْ دُون اَلنَّاس جَمِيعًا حَتَّى مِنْ دُونك فَنَظَرَ إِلَيْهِ أَبُوهُ نَظْرَة اَلْمُلِمّ بِمَا دَارَ فِي نَفْسه وَلَمْ يُعَاوِدهُ وَأَعْطَاهُ صُكُوكًا بِالْمَالِ اَلَّذِي أَرَادَ فَأَخَذَهَا وَأَرْسَلَهَا إِلَى مَرْغِرِيت وَأَرْسَلَ مَعَهَا كِتَابًا طَوِيلًا خَتَمَهُ بِهَذِهِ اَلْكَلِمَة أَمَّا قَدْ عَرَفَتْ أَنَّنِي كُنْت أَعِيش مَعَ اِمْرَأَة عَاهِر سَاقِطَة لَا أَمَّا وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّنِي كُنْت أَعِيش مَعَ اِمْرَأَة عَاهِر سَاقِطَة لَا عُهَد لَهَا وَلَا ذمام فَهَا هِيَ ذِي أُجْرَة لَيَالِيك اَلْمَاضِيَة مُرْسَلَة إِلَيْك.
ثُمَّ خَرَجَ لِيَعُدّ نَفْسه لِلسَّفَرِ فَقُضِيَ اَلْيَوْم كُلّه خَارِج اَلْفُنْدُق ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ دُبُر اَلنَّهَار فَوُجِدَ فِيهِ كِتَابًا بِاسْمِهِ فَفَضَّ خِتَامه فَإِذَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute