أهل من ثوى في روضةٍ وسط جنةٍ ... يود بديلاً بالجنان جهنما؟
فلا بدلت نفسي بطيبة غيرها ... إلى أن يواري اللحد مني أعظما
توفي الشيخ عفيف الدين ابن مزروع في الثالث والعشرين من صفر سنة ست وتسعين وستماية بالمدينة النبوية، ودفن بالبقيع، وصلي عليه بدمشق في رمضان.
ومولده في شوال سنة خمسٍ وعشرين وستماية، في يوم اثنين منه بالبصرة.
الشيخ الحادي والثلاثون:
أنشدنا الشيخ الإمام، الصالح، المقرئ، الزاهد، أبو البركات، أيمن بن محمد بن محمد بن محمد السعدي، الأندلسي الأصل، التونسي، بالروضة الشريفة بين قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنبره، لنفسه:
أنا اليوم في حلي سعيدٌ وترحالي ... لك الحمد يا ربي علي أسعد الحال
بطيبة أشواقي ووجدي ولوعتي ... وحبي وأحبابي وقصدي وآمالي
تمنيت لو أعطى المني أن يكون لي ... حلولٌ بها حياً وميتاً وأنى لي
ثوابي جزيلٌ في ثوآمي بطيبةٍ ... فياطيب اكثاري لديها وإقلالي
جواري لخير الخلق ما فوقه غناً ... ولا بد للجيران من حرمة الآل
حللت بهم جاراً فمن كل جائر ... أجاروا فكم جررت من فضل أذيالي
خلقت لهم عبداً فإن يقبلوا فما ... أعز خضوعي للموالي وإذلالي
دعوهم لما شاءوا فإني أحبهم ... ولست بساهٍ عن هواهم ولا سالي
ذكرت بغربٍ وادكرت بغربةٍ ... وتركي أقوى لي لإيهام أقوال
رأوني جفوت الغرب والغرب جفوة ... فقالوا: غريبٌ لا بأهلٍ ولا مال