للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثاني: أن العبارة مُأَوَّلةٌ، وليست على ظاهرها، وأنه يقصد العلل غير القادحة، أو أنه قصد ما سيخرجه ليبين علَّته، كما صدر من البخاري ومسلم؛ فقد يخرجان أحاديث لها علة لكنها غير مؤثرة، أو يخرجان الحديث وفيه عِلَّة مؤثرة، لكن يخرجانه لبيان عِلَّته.

٢ - قوله: «وأنا أستعين الله على إخراج أحاديث رواتها ثقات، قد احتج بمثلها الشيخان رضي الله عنهما، أو أحدهما».

هذه أيضا من العبارات المُشكلة، التي اختلف أهل العلم في فهمها، وترتَّب على ذلك اختلافهم في

فهم مقصود الحاكم بقوله: «على شرط الشيخين، أو أحدهما».

ويمكن حصر اختلاف العلماء في هذه المسألة في ثلاثة أقوال؛ وهي:

القول الأول: أن المقصود بالمِثْلِيَّة: هم نفس الرواة الذين أخرج لهم الشيخان أو أحدهما، ويُعبّر عن ذلك بأنه أراد المِثْلِيَّة الحرفية.

وبهذا قال جمهور أهل العلم، ومنهم: ابن الصلاح (١)، والنووي (٢)،


(١) معرفة أنواع علوم الحديث (ص: ٢٢).
(٢) انظر: نكت الرزركشي على مقدمة ابن الصلاح (١/ ١٩٨).

<<  <   >  >>