للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الله صلى الله عليه وسلم أن يترك أحدا مكانه في فراشه، وهي مهمة خطرة بلا شك، قد يدفع من يقوم بها حياتَه ثمنا لها، فانتدب النبي صلى الله عليه وسلم عليَّا لها، وقال له: «نَمْ على فراشي، وتَسَجَّ (١) ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فنَمْ فيه، فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم» (٢).

قال ابن عباس: «شَرَى عليٌّ نفسه، فلبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نام في مكانه» (٣).

ولم يتوقف جهاده في سبيل الله، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند حادث الهجرة، بل ترك وطنه وأهله ولحق عليٌّ بنبيه بعد هجرته، وظلَّ يتنقل معه من غزوة لأخرى، ومن مشهد لآخر، فمن بَدْرٍ لأُحُد، ثم الأحزاب، فبيعة الرضوان وصلح الحديبية، ثم خيبر، ثم فتح مكة، وحنين، والطائف، مرورا بالسرايا والمهمات الخاصة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم ينتدبه لها.


(١) تسجَّى بالثوب: غطَّى به جسده ووجهه.
(٢) هذه القصة مما تتابع على نقلها أهل السير، ولم أقف لها على إسناد صحيح للآن!
انظر: سيرة ابن هشام (١/ ٤٨٢ - ٤٨٣)، طبقات ابن سعد (١/ ٢٢٨)، دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٤٦٥ - ٤٧٠)، البداية والنهاية (٤/ ٤٤١).
(٣) في سنده لابن عباس ضعف، وسيأتي تخريجه بإذن الله ضمن حديث طويل لابن عباس في مُسنَده برقم (٤٦٥٢).

<<  <   >  >>