للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
١ - قول معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟:
ليُعلم ابتداء أن مذهب أفاضل العلماء - كما نقل القاضي عياض والنووي - أن ما وقع من الأحاديث القادحة في عدالة بعض الصحابة، والمضيفة إليهم ما لا يليق بهم؛ فإنها ترد ولا تقبل إذا كان رواتها غير ثقات، وإن رواها الثقات تأولت على الوجه اللائق بهم، ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله، وقول معاوية هنا من هذا الوجه الثابت الذي يمكن تأويله.
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم (١٥/ ١٧٥ - ١٧٦): قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسب علي، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب، كأنه يقول: هل امتنعت تورعا؟ أو خوفا؟ أو غير ذلك؟ فإن كان تورعا وإجلالا له عن السب: فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار وأنكر عليهم فسأله هذا السؤال. ا. هـ
وزاد القاضي عياض في إكمال المعلم شرح صحيح مسلم (٧/ ٢١٠): أنه ربما أراد معاوية أن يستخرج من سعد مثل ما استخرج مما حكاه عن النبي عليه الصلاة والسلام، فيكون له حجة على من سبه ممن ينضاف إليه من غوغاء جنده، فيحصل على المراد على لسان غيره من الصحابة. ا. هـ
وهناك تأويل آخر:
قال القاضي عياض: من الممكن أنه أراد السب الذي هو بمعنى التغيير للمذهب والرأى، وقد سمى ذلك في العرف سبا، ويقال في فرقة: إنها تسب أخرى إذا سمع منهم أنهم اْخطؤوا في مذاهبهم، وحادوا عن الصواب، وأكثروا من التشنيع عليهم. ا. هـ
وعلى هذا التأويل قال النووي: فيكون معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا وأنه أخطأ؟ ا. هـ
٢ - قوله عليه الصلاة والسلام لعلي: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى». =

<<  <   >  >>