ونظير ذلك من دخول الزوجات في اسم أهل البيت، قوله تعالى في زوجة إبراهيم: {قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ} [هود: ٧٣]. قالوا: فالحق أن نساءه داخلات في الآية، وأنهن من آل بيته. وأما الدليل على دخول غيرهن في الآية: فهو الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، من أنه قال في علي وفاطمة والحسن والحسين، رضي الله عنهم: «هؤلاء أهل بيتي»، ودعا الله لهم أن يذهب عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا. وقد روى ذلك جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ منهم: أم المؤمنين أم سلمة، وأبو سعيد الخدري، وأنس بن مالك، وواثلة بن الأسقع، وأم المؤمنين عائشة، وغيرهم رضي الله عنهم. ولذلك قال تعالى: «ويطهركم» بالميم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليا وحسنا وحسينا كانوا فيهم، وإذا اجتمع المذكر والمؤنث غلب المذكر. وأما الجواب عن حديث زيد بن أرقم؛ فقد أخرج مسلم في نفس الموطن المُشار إليه آنفا، قبل هذا الحديث، أن حصين بن سبرة سأل زيد بن أرقم؛ فقال له: ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال زيد: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حُرم الصدقة بعده، قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حُرِم الصدقة؟ قال: نعم. قال الحافظ ابن كثير في تفسيره (٦/ ٤١٥): وهذه الرواية أولى، والأخذ بها أحرى. وهذه الثانية - يعني التي استدلت بها الطائفة الأولى - تحتمل أنه أراد تفسير الأهل المذكورين في الحديث الذي رواه، إنما المراد بهم آله الذين حُرِموا الصدقة، أو أنه ليس المراد بالأهل الأزواج فقط، بل =