إن بعض الناس ما يستوعب بعض القضايا، يعني ذهنه ما يستوعب مثل هذه الأمور، خلاص سمع من يقول: إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً، وقال: ليش نعمل بحديث ضعيف؟ يعني مثل ما سمع من بعضهم أنه ينهى عن الجلوس بعد صلاة الصبح في المسجد، يقول: لأن الحديث الوارد ضعيف، ينهى، وإذا رأى أحد جلس قال له: نريد أن نخرج، أو تجلس حتى تصلي صلاة العجائز، صلاة الإشراق، النبي -عليه الصلاة والسلام- ثبت في صحيح مسلم أنه كان يجلس حتى تنتشر الشمس، أما كون الركعتين بعد طلوع الشمس وانتشارها تصلى عملاً بهذا الحديث، أو تصلى لأنها صلاة الضحى، ولا كلام لأحد في صلاة الضحى؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- أوصى بها أصحابه، وفي حديث:((يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة)) يعني المفاصل كل مفصل يحتاج إلى صدقة، فيصبح على كل مفصل ثلاث مائة وستون مفصل، كل واحد يحتاج إلى صدقة، قال:((ويجزئ عن ذلك ركعتان تركعهما من الضحى)) فأنت افترض أن هذه صلاة الضحى إذا كنت لا ترى أن الخبر ثابت، وأثبته بعضهم.
فأقول: بعض الناس إذا سمع هذا الكلام وركب هذا على هذا قال: الحديث ضعيف، والضعيف لا يعمل به مطلقًا إذن ليش نجلس؟ والملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه، نصوص كثيرة تحث على البقاء في المسجد، والرباط الرباط، الجلوس بين الصلاتين في المسجد، وانتظار الصلاة، والمرء ما دام ينتظر الصلاة فهو في صلاة، والملائكة تدعو له، وتصلي عليه ما دام في مصلاه، ثم يأتي من يقول مثل هذا الكلام! المقصود أن البداءة بالبسملة أمر مشروع في كل شيء، في الأكل والشرب، في الدخول والخروج، في النوم، في كل مجال يبدأ فيه بالبسملة، ولو لم يكن من ذلك إلا أن القرآن كلام الله افتتح بالبسملة.
وأما الحمدلة فأهل العلم يختلفون بالنسبة للكتب هل تجرى مجرى الرسائل فلا تفتتح بالحمدلة، أو تجرى مجرى الخطب فتفتتح بها، أما من جعل لكتابه خطبة كمسلم مثلاً هذه الخطبة تفتتح بالحمدلة، افتتح مسلم خطبة كتابه بالحمدلة، البخاري مجرد من الخطبة افتتحه بالبسملة؛ لأنه في حكم الرسالة، وهنا افتتحت هذه الأبيات بالبسملة.