ذكر الآجري في أخلاق العلماء مثالاً يمثل به الحاجة الماسة إلى أهل العلم، قال: إن العلماء بمثابة المصابيح، فإذا تصورت أن قوماً في ليلة مظلمة في وادٍ موحش كله أشجار وهوام وسباع وحيات، والليلة شديدة الظلمة، والناس يمشون على غير هدى، ولا يدرون هل يذهبون يمين أو شمال، ثم جاءهم من بيده مصباح وتقدمهم وتبعوه هل له فضل عليهم أو ليس له فضل عليهم؟ له فضل كبير عليهم؛ مع أنهم لو حصل لهم أسوأ الاحتمالات أكلتهم الوحوش ماذا خسروا؟ خسروا الدنيا، والعالم الذي يأخذ بأيديهم إلى صراط الله المستقيم بعد أن كانوا يتيهون في مفازات الضلال، فقدانه لا شك أنه يفوت عليهم الدين، وأولئك ستفوتهم الدنيا، وهؤلاء يفوتهم الدين؛ فالحاجة إلى أهل العلم أشد من الحاجة إلى صاحب المصباح، هذا في العصور المتأخرة، وقد يكون غيره من أهل العلم من يقوم ببعض الشيء، فكيف إذا كان المفقود شخص واسطة بيننا وبين نبينا -عليه الصلاة والسلام- كأبي هريرة مثلاً؟ كيف يصل إلينا الدين عن طريق غيرهم؟ من هذه الحيثية جاءت محبتهم، ولذا قال -رحمه الله تعالى-:
حب الصحابة كلهم لي مذهب ... . . . . . . . . .
وانتدب طوائف من المبتدعة لعداء الصحابة وبغضهم وشتمهم وسبهم، بل وصلوا إلى تكفيرهم -نسأل الله السلامة والعافية-، وتكفير خيارهم بدلاً من أن يُحبَوا يذموا ويبغضوا ويشتموا ويسبوا، طيب أنت كفرت أبا هريرة من أين يصل إليك خمسة آلاف وثلاثمائة وسبعين حديث؟ إذا حرمت من الصراط المستقيم مالت بك الأهواء إلى الطرق المؤدية إلى الجحيم -نسأل الله السلامة والعافية-.
هذا يقول: كثير من الطلبة لا يعلمون تغيير بدء وقت الدرس من بعد العصر مباشرة، بدلاً من الساعة الخامسة، نرجو التنبيه.