والصلاة الإبراهيمية فرد من أفراد الصلاة المأمور بها في قوله تعالى:{صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [(٥٦) سورة الأحزاب] وهو فرد في موضع خاص "إذا صلينا عليك في صلاتنا" فتصلي الصلاة الإبراهيمية، وتقتصر على الآل، ولا يجوز أن تعطف الصحب عليهم، كما أنه لا يجوز لك أن تقول: اللهم صل على سيدنا، وهو سيد ولد آدم ولا فخر؛ لأن هذه ألفاظ متعبد بها لا تجوز الزيادة عليها، ولا النقص منها، أما إذا صليت خارج الصلاة فالامتثال يتم بقولك: صلى الله عليه وسلم؛ امتثالا للآية، وامتثالاً للنصوص الواردة عنه -عليه الصلاة والسلام- في الصلاة عليه، أما إذا عطفت عليه فلتعطف من له حق عليك، وإذا كان ذوي القربى والآل لهم حق عظيم علينا، وهم وصية النبي -عليه الصلاة والسلام- فالصحب أيضاً لهم شأن عظيم في تبليغنا الدين، ولهم حق علينا، إذ لولاهم ما وصلنا هذا الدين كما أنزل.
يقول:
ولكلهم قدرٌ علا وفضائل ... . . . . . . . . .
"ولكلهم" يعني لجميع الصحابة، والجميع ذوي الآل، والمقصود بذوي الآل الذين هم على الجادة، الصحابة كلهم على الجادة من غير استثناء، كلهم عدول، ونطق القرآن والسنة بعدالتهم، لكن مما ينتسب إليه -صلى الله عليه وسلم- ممن تأخرت به الحياة، يعني من الأئمة من الآل علي -رضي الله تعالى عنه- إمام هدى، خليفة راشد، الحسن والحسين، زين العابدين علي بن الحسين من أئمة الهدى، محمد بن علي الباقر ثقة من ثقات المسلمين، ومخرج له في دواوين الإسلام، فهو ثقة، جعفر بن محمد أيضاً مخرج له في الصحاح، لكن جاء بعدهم ممن ينتسب إلى الآل ممن خالف سنة الرسول -عليه الصلاة والسلام-، فما نقول: هؤلاء لكلهم، لا شك إن من هو على الجادة له قدر، وله فضل، وله حق علينا، أما من حاد عنها فالرجال إنما يعرفون بالحق، والحق لا يعرف بالرجال كما هو مقرر عند أهل العلم.