بلغني عن الثقات أن الله ينزل كل ليلة، فالعهدة على هؤلاء الثقات، العهدة عليهم، هناك موازين لقبول الروايات والمرويات عليَّ أن أطبق هذه الموازين، فإذا ثبتت هذه المرويات لثقة نقلتها العهدة عليهم؛ لأنه قد يكون القائل: الراوي ثقة لا إشكال لكونه ثقة، لكن ليس بمعصوم، نقول: نعم ليس بمعصوم، ولو افترضنا مثل هذا الكلام ما قبلنا خبر ألبتة، لكن ما دام ثقة قبول خبره لازم، ما لم يعارض مما هو أوثق منه، والعهدة عليه، إن أخطأ يتحمل، ولا يتفق الرواة في مثل هذا الباب على خطأ، لا يمكن أن يتفق الرواة على خطأ في مثل هذه الأمور التي يتعبد بها الناس كلهم.
"وأرد عهدتها" يعني المسئولية أبرأ من مسئوليتها وعهدتها؛ لأنني اتَّقيت، جعلت هناك وقاية بيني وبين الخطأ، جعلت بيني وبين الخطأ أو الافتراء أو التوهم العمدة على هؤلاء الرواة الثقات الذين قبل الأئمة مروياتهم.
وأرد عهدتها إلى نقالها ... وأصونها عن كل ما يتخيلُ
فالله -جل وعلا- لا تدركه الأفهام، ولا تبلغه الأوهام، بل قرر جمع أهل العلم أن كل شيء تتخيله عما غاب عنك فهو على النقيض؛ لأنه لا يمكن أن تدرك شيئاً بالنسبة للمخلوقين، سمعت كلام بشريط مثلاً وتوقعت من هذا الكلام، من هذا الصوت أن هذا لونه أبيض وقامته طويلة وجسمه كذا أو العكس، الواقع خيب هذه الأوهام باطراد، فأنت تتوقع أن هذا الشخص الذي يتكلم طوله كذا، وعرضه كذا من خلال سماع كلامه، ثم بعد ذلك إذا رأيته ما وجدت شيء مما توقعته.
طالب:. . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
قد يصيب، أنا أقول: قد يصيب، بالنسبة لله -جل وعلا- ما يمكن إطلاقًا، لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، هذا مقرر عند أهل العلم، لكن أقول: إذا كان هذا بالنسبة للمخلوق الذي نوعه وجنسه معروف، جنسه معروف بالنسبة للمخلوق، يعني فالإصابة محتملة، لكن مع ذلك نادرة جداً، من خلال سماع كلام بعض الناس يعني تتوقع شيء نقيض الواقع، هذا بالنسبة للمخلوق والمخلوق نظيره مشاهد ومرئي فكيف بالخالق؟!
. . . . . . . . . ... وأصونها عن كل ما يتخيلُ
يعني لا تتخيل شيء، عليك بما معك، وما لديك من النصوص، وتنتهي عند ما سمعت.