شيخ الإسلام سئل عن الرازي، وسئل عن كثير من رؤوس المبتدعة، وأجاب عنهم -رحمه الله- بإنصاف، يعني حينما يرد بقوة على المبتدعة على عموم المبتدعة والبدع، وشبهات المبتدعة فإذا سئل عن الأشخاص تحرى وتوقف، فقال عن الرازي: بعض أو كثير من الناس يطعن في قصده، يطعن في قصده والذي أراه أنه ينصر ما يراه الحق، يعني قصده سليم، لكن هذا ما، أعطي ذكاء وقوة حجة، لكنه ما أعطي زكاء، لماذا؟ هل بذل السبب في الوصول إلى الحق؟ أو أنه بسبب استرساله مع العقليات وضعفه في النقليات وصل إلى ما وصل إليه؟ يعني في تفسير سورة النصر، سورة العصر، في تفسير سورة العصر من تفسيره يقول: إن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- سألت عنه في المدينة فدلت عليه، فقالت: يا رسول الله إنها شربت الخمر، ثم زنت، فحملت من الزنا، ثم قتلت هذا الصبي، قال: أما كونها شربت الخمر فلأنها لم تدرك صلاة العصر؛ لأنه يفسر سورة العصر، وأما كونها زنت فلكذا، ولكونها قتلت فلكذا، الألوسي لما ذكر هذه القصة نقلاً عن تفسير الرازي ماذا قال؟ قال: ذكرها الإمام في تفسيره، هم إذا أطلقوا الإمام انصرف إليه، ذكرها الإمام في تفسيره، ولعمري أنه إمام في معرفة ما لا يعرفه أهل الحديث، هذا مدح وإلا ذم؟ هذا ذم غاية في الذم، فبضاعته من الحديث ضعيفة جداً، واهية، لا يكاد يعرف شيئاً من الحديث، ويسترسل في العقليات لا بد أن يصل إلى هذه النتائج، فعلى طالب العلم أن يكون من أول أمره، أو من بداية أمره أن يكون ملازماً للنصوص، معولاً على الوحيين، حريصاً على فهم ما جاء عن الله وعن رسوله، على مراد الله ومراد رسوله بالطرق والوسائل التي سلكها سلف هذه الأمة، وأئمتها لفهم الكتاب والسنة، وإلا إذا اتبع العقل والرأي لا بد أن يزيغ، ولا بد أن يضل، لا سيما في مباحث الغيبيات التي لا تدرك بالمشاهدة، وليس لها نظائر تقاس عليها، وليس ثم إلا النص أو التوقف.
في الأخير يقول: وما هو مذهب الراغب الأصبهاني والكفوي؟
أنا لا أعرف مذهبهم بدقة؛ لأني لم استكمل قراءة الكتابين، أنا أراجع في الكتابين، لكن لا يسلمون، ومع ذلك لا أستطيع أن أحدد المذهب بدقة، يمر علينا أشياء من التأويل عندهم.