جاءت نسبته إلى جبريل، وجاءت نسبته إلى محمد عليهما الصلاة والسلام، الكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئاً، وقد ينسب إلى من نقله عن قائله، لكن حقيقة النسبة إنما هي لمن قاله ابتداءً، ونسب إلى محمد -عليه الصلاة والسلام- {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ * وَمَا لَا تُبْصِرُونَ * إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} [(٣٨ – ٤٠) سورة الحاقة]، ونسب إلى جبريل في سورة التكوير، وهو واحد، والواحد لا يمكن أن ينسب حقيقة إلا إلى واحد، لا ينسب حقيقة إلا إلى واحد, وأضيف إلى الاثنين بلفظ الرسالة، {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ} ما قال قول نبي، لا، قول رسول، فالرسول بهذا اللفظ يدل على أنه مرسل من غيره، وأن غيره هو الذي قال: ما أرسل به، فالإضافة حقيقة إنما تكون للقائل ابتداءً، وأما الناقل فلا يضاف إليه إلا على سبيل التوسع والتجوز، ولذا يجمعون على أن ناقل الكفر ليس بكافر، ناقل الكفر ليس بكافر؛ لأنه ليس هو الذي قاله ابتداءً، فكون جبريل -عليه السلام- نقله عن الله أضيف إليه باعتبار أنه أرسل به، هو قول في الجملة، وهذا القول الأصل في إضافته إلى من قاله وتكلم به ابتداءً، ثم جبريل بلغه إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فصحت نسبته إليه من هذه الحيثية على سبيل التجوز، وإلا فالأصل أن الكلام لمن قاله ابتداءً، وعرفنا أنه أضيف إليهما بلفظ الرسالة، مما يدل على أن هناك مرسل بهذا القول وهو الله -سبحانه وتعالى-.
"من محكم": من هذه تبعيضية وإلا بيانية؟ بيانية، بيانية ليست تبعيضية، من محكم القرآن، لكن المتشابه ليس بكلامه سبحانه؟
من محكم القرآن والتنزيل
كلامه سبحانه قديم ... . . . . . . . . .
خبر أن،
وأن ما قد جاء مع جبريل ... من محكم القرآن والتنزيل
كلامه هذا الخبر، أو قديم؟ أيهما الخبر؟ أيهما الذي تتم به الفائدة، ويحسن السكوت عليه؟
طالب:. . . . . . . . .
وأن ما قد جاء، أن القرآن كلامه، كلامه سبحانه، أو أن القرآن قديم؟