وكل من أول في الصفات وهذا يقال له تأويل على سبيل التجوز، وإلا فهو في الحقيقة والواقع تحريف، تحريف، {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ} [(٤٦) سورة النساء]، ولا شك أن الزيادة في الكلمة، أو النقص منها تحريف، كما فعلت اليهود والنصارى في كتبهم، كل من أول، الأصل في التأويل أنه صرف الاحتمال، المعنى من الاحتمال الراجح، من الاحتمال الراجح إلى المرجوح لدليل يقتضي ذلك، لكن الدليل عندهم الذي جعلهم يؤولون هل هو دليل بالفعل، دليل معتبر شرعا أو ليس بدليل؟ ليس بدليل إذن ليس عندهم دليل يحملهم على التأويل فحقيقة أمرهم وصنيعهم، تحريف وليس بتأويل.
والتأويل كما أنه يطلق على ما ذكرنا من حمل اللفظ من الاحتمال، أو صرف اللفظ من الاحتمال الراجح إلى المرجوح لدليل يقتضي ذلك، يطلق أيضا على التفسير، كما أنه يطلق على ما يؤول إليه الأمر، تفسير جامع البيان عن تأويل آي القرآن، القول في تأويل قول الله -جل وعلا- كذا، بمعنى التفسير، {وما يعلم تأويله إلا الله}؟ [(٧) سورة آل عمران] يعني تفسيره في المتشابه.
وعلى كل حال ما يرتكبه المبتدعة ويسمونه تأويلا، وإن ادعوا ذلك إلا أنه في حقيقة الأمر تحريف؛ لأنه لا دليل لهم يقتضي حمل اللفظ وصرفه من معناه الراجح إلى مرجوح وإذا كان الأمر كذلك فهو تحريف.
وكل من أول في الصفات ... كذا به من غير ما إثبات
مادام أثبتوا لله -جل وعلا- ذات، ذات لا تشبه الذوات، فمن لازم ذلك أن يثبتوا له صفات لا تشبه الصفات، فالكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، فإذا أثبتوا ذات تليق به -جل وعلا- لا تشبهها ذوات المخلوقين، فيلزمهم إثبات صفات تليق به -جل وعلا- لا تشبه صفات المخلوقين؛ لأن الكلام في الصفات فرع عن الكلام في الذات، الذات كثرت في كلام أهل السنة وترددت كثيراً، يعني ذات الله، وتداولها أهل السنة من غير نكير، وشيخ الإسلام، ومن يقول بقول أهل السنة، ويذب عن مذهبهم ومنهجهم وردت على ألسنتهم كثيراً، لكن هل لها وجود في النصوص؟ في قصة إبراهيم وأنه كذب ثلاث كذبات كلها في ذات الله، في ذات الله، هل تدل على المراد بذات الله، الله -جل وعلا- كلها في ذات الله، هاه.