اللفظ ثابت ما فيه شك، واللفظ عربي، لكن تنزيل اللفظ على المراد هو الذي يحتاج إلى مزيد تأمل.
هنا يقول: ملخص ما قاله في المصباح المنير: ويكون بمعنى صاحب فيعرب بالواو والألف يعني ذو، والياء ولا يستعمل إلا مضافاً إلى اسم جنس فيقال ذو علم، وذو مال، وذوا علم، وذوو علم، وذات مال، وذواتا مال إلى آخره، وأما قولهم: في ذات الله فهو مثل قولهم: في جنب الله، ولوجه الله، وأنكر بعضهم أن يكون ذلك في الكلام القديم ولأجل ذلك قال ابن برهان من النحاة: قول المتكلمين: ذات الله جهل؛ لأن أسماءه لا تلحقها تاء التأنيث، فلا يقال: علامة، وإن كان أعلم العالمين، قال: وقولهم في الصفات الذاتية خطأ، أذكر أنا جبنا هذا الكلام، يعني ذكرنا هذا الكلام في شرح الواسطية، وقولهم: الصفات الذاتية خطأ أيضاً؛ لأنه واحد من الإخوان جابه لي ونسيته عندي في البيت يعني، جاء أحضره لي.
وقولهم: الصفات الذاتية خطأ أيضاً فإنها نسبة إلى ذات.
هذا يقول: إن الإخوان يسألون عن هناك درس غداً يوم الخميس؟
إن شاء الله في درس هذا الذي استقر عليه الأمر بعد تردد، لكن إن شاء الله في درس.
وما قاله ابن برهان فيما إذا كانت بمعنى صاحب والوصف مسلم، والكلام فيما إذا قطعت عن هذا المعنى واستعملت في غيره بمعنى الاسمية، نحو {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(١١٩) سورة آل عمران]، والمعنى عليم بنفس الصدور، أي ببواطنها وخفاياها، بذات الصدر هل هو بذات الصدور نفسها، أو بما فيها وما يحوك فيها ويتردد فيها؟
وقال النابغة:
ذات الإله ودينه القوي فما يرجون غير العواقب
يقول:
مجلتهم ذات الإله ودينه القويم فما يرجون غير العواقب المجلة، بالجيم الصحيح، أي كتابهم عبودية نفس الإله.
وقال: الحجة في قوله: {عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [(١١٩) سورة آل عمران] ذات الشيء نفسه، والصدور يكنى بها عن القلوب، وقال أيضاً في سورة السجدة: ونفس الشيء وذاته وعينه، هؤلاء وصف له.