للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أخي المسلم: تلك عيون وأصول لبركات وفوائد الصبر .. فهنيئًا أخي للصابرين إذ تحييهم الملائكة: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [الرعد].

فهنالك حمدوا عاقبة الصبر، وعند الصباح يحمد القوم السرى.

أخي: كم للصابرين من محاسن منصوبة .. وكم لهم من رايات ما زالت على مر السنين بالمحامد معقودة .. وآثار القوم تدلك على الأطلال.

وما أظنك أخي تزهد في الوقوف على تلك الصور الصادقة لأهل الصبر والمصابرة!

وأبتديك أخي بصبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو سيد الصابرين .. وإمام المرابطين .. تحمَّل - صلى الله عليه وسلم - أثقال المشقة وهو يبلغ أمانة ربه تعالى .. فصبر وصابر ورابط حتى بلغ رسالات الله .. فأتاه النصر والظفر عاقبةً للصبر .. وأنجزه تعالى ما وعده، وكم هو شديد على النفس أخي أن تتأمل هذا الموقف من صبره - صلى الله عليه وسلم -.

يوم أن خرج إلى الطائف حيث ثقيف لعرض رسالة الله تعالى على أهل الطائف .. فلقى ثلاثة من سادة ثقيف وهم، عبد يا ليل ومسعود وحبيب بنو عمرو بن عمير، فقال له أحدهم: هو يمرط ثياب الكعبة إن كان الله أرسلك، وقال الآخر: أما وجد الله أحدًا يرسله غيرك؟ ! وقال الثالث: والله لا أكلمك أبدًا، لئن كنت رسولاً من الله كما تقول لأنت أعظم خطرًا من أن أرد عليك الكلام، ولئن كنت تكذب على الله ما ينبغي لي أن أكلمك، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عندهم وقال لهم: إذا فعلتم ما فعلتم فاكتموا علي فلم يفعلوا، وأغروا به سفهاءهم وعبيدهم يسبونه ويصيحون به حتى

<<  <   >  >>