المسجد، وصبر المتصدق على إخفاء الصدقة حتى عن بعضه، وصبر المدعو إلى الفاحشة مع كمال جمال الداعي ومنصبه، وصبر المتحابين في الله على ذلك في حال اجتماعهما وافتراقهما، وصبر الباكي من خشية الله على كتمان ذلك وعدم إظهاره للناس- من أشق الصبر». [الإمام ابن القيم/ باختصار].
أخي المسلم/ الصبر .. الصبر .. هو الكنز الذي من ملكه فقد ملك ناصية كل خير .. والعين التي من وردها فهو المرتوي حقًا .. فهو السيف الذي لا ينبو .. والجواد الذي لا يكبو! .. فكان حريًا بأهله أن يجنوا أعظم الثمرات يوم القيامة .. ويذوقوا عاقبة بركته في الدنيا .. فكم أخي للصبر من فوائد .. وكم له من محاسن ومنازل ساميات .. ويليق بالصبر أن نقول فيه ما قالته العرب في أمثالها:«كل الصيد في جوف الفرى».
أخي في الله: من الثمرات اليانعة التي يجنيها أهل الصبر.
أولاً: وهي الثمرة العظمى، والحسنة الكبرى: الفوز بمعية الله تعالى قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[البقرة]. وقال تعالى:{وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}[الأنفال]. قال أبو علي الدقاق:«فاز الصابرون بعز الدارين لأنهم نالوا من الله معيته».
ثانيًا: الصبر سبب في مضاعفة الأجر .. ويكفي في ذلك بشارة قوله تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}[الزمر].
قال سليمان بن القاسم:«كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} قال: كالماء المنهمر».