للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إنه الدين والعقل .. وقف معي أخي عند كلام الإمام ابن القيم إذ يقول: «إن الصبر مصارعة باعث العقل والدين لباعث الهوى والنفس».

إذًا أخي هو (الصبر) تلكم البضاعة الغالية .. والسلعة النفيسة .. فقد أبت نفوس الكرام إلا اقتناءها .. فيا تُرى أخي أهي في حرزك، وملكك؛ أم أنك معدم منها؟ !

فإن كنت كذلك أخي فلا تترددنَّ في بذل النفيس لامتلاكها.

الصبرُ يُحْمَدُ في المواطن كلِّها ... إلا عليك فإنَّه لا يُحمَدُ

أخي المسلم: الدنيا مزرعة الآخرة، ولن تُؤتى مزرعة أكلها إلا إذا حرثت ونظفت وحرست من الآفات والجوائح. وإن من آفات هذه المزرعة؛ نزغات النفس الأمَّارة بالسوء فانظر أخي إلى هذه الآفة فلن تجد لها دواء أنجع من الصبر .. {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ * الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: ٤٥، ٤٦].

قال ابن تيمية رحمه الله: «قد ذكر الله الصبر في كتابه في أكثر من تسعين موضعًا، وقرنه بالصلاة في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ}.

أخي: لقد جلَّى لك العارفون تلك اللؤلؤة النفيسة (الصبر) فقالوا: «هو حبس النفس عن التسخُّط، وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن التشويش».

وقال عمرو بن عثمان: «هو الثبات مع الله، وتلقى بلائه بالرحب والدعة».

وقال بعضهم: «تجرُّع المرارة من غير تُعبُّس».

<<  <   >  >>