للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(١) صبر الكرام. (٢) وصبر اللئام. فالكريم أخي يصبر اختيارًا لعلمه بحسن عاقبة الصبر وأنه يحمد عليه ويذم على الجزع.

وأما اللئيم فيصبر اضطرارًا .. فالكريم يصبر في طاعة الرحمن، واللئيم يصبر في طاعة الشيطان». [الإمام ابن القيم/ بتصرف].

أخي المسلم: إذا أردت أن تقف عند معالم الصبر، فتأمله وأنت قريب المنزل، مطلاً على الأطلال .. فلن تدرك أخي ذلك؛ إلا إذا وقفت على هذه الديار من نفائس الصالحين .. وإشراقات العارفين .. وفوق هذه النفاءس الوضاحة، يقف لنا شامخًا .. لامعًا .. مضيئًا، قول الرسول - صلى الله عليه وسلم - .. تستأنس به أنفس المحبين .. وتستروح بشذاه مواكب الصابرين .. فما أحلاها من نفحات للصالحين .. وما أبهى سناها عند المخلصين .. فروِّح أخي نفسك من شذاها .. تحيا نفسك التي بين جنبيك، ويفيق القلب الساهي!

عن صهيب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له». [رواه مسلم].

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم. فيقول: قبضتم قمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة وسموه بيت الحمد». [رواه الترمذي/ صحيح الترمذي: ٨١٤].

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة».

<<  <   >  >>