للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ألست المضعف للباه الجالب للإنسان صفة الشيخوخة في صباه، ترخي الذكر وتجمد المني وتنغص على المتزوجين عيشهم الهني، ولقد عرفك من قال حين وصفك.

ونيلوفر أبدى لنا باطنا له ... مع الظاهر المخضر حمرة عندم

فشبهته لما قصدت هجاه ... بكاسات حجام بها لوثه الدم

ولكن أنا أحق بالحجة المبينة.

فقد أخرج ابن أبي حاتم وابن السني عن ابن عباس (أول شيء غرس نوح الآس حين خرج من السفينة) .

وهذه حجة على الاستحقاق قوية، لأن الأولية نوع من الأولوية.

ثم يعتضد هذا القياس بما أخرج ابن السني وأبو نعيم عن ابن عباس قال: (أهبط من الجنة بسيد ريحان الدنيا الآس) .

وهذا نص في المراد قاطع للالتباس، وأنا المقوي للأبدان الحابس للإسهال والعرق وكل سيلان، المنشف من الرطوبات، المانع من الصنان، المسكن للأورام والحمرة والشري والصداع والخفقان، إذا دق ورقي الغصن وضرب بالخل على الرأس قطع الرعاف، وجبي يقطع العطش والقيء، وينفع إذا تدخنت به المرأة من الإنزاف ورمادي يدخل في أدوية الظفرة، ودهني لحرق النار وشقاق المعدة والبترة، وليس في الأشربة ما يعقل وينفع السعال والرئة غير شرابي، وإذا أخذ من قضباني حلقة وأدخل فيها الخنصر سكنت ورم الأرابي، وأنا الباقي على طول الزمن.

وقال في بعض الأعيان:

الآس سيد أنواع الرياحين ... في كل وقت وحين في البستان

يبقى على الدهر لا تبلى نضارته ... من المصيف ولا في برد كانون

وقال آخر

للآس فضل بقائه ووفائه ... ودوام منظره على الأوقات

قامت على أغصانه ورقاته ... كنصول نبل جئن مؤتلفات

[الريحان]

فقام الريحان وقال يا آس لأجرحنك جرحا ما له من آس، ألم

<<  <   >  >>