وما أدراك ما النبق. قال الملك المعبود:(في سدر مخضود)[الواقعة٢٨] . وفي الحديث عن سيد البشر (رأيت سدرة المنتهى فإذا نبقها كقلال هجر) . والسدرة المذكورة في القرآن وفي عدد من الأحاديث الصحاح الحسان بارد يابس في وسط الدرجة الأولى، نافع للمعدة يحدر عنها فضولا، يسهل المرة والصفراء، والمجتمعة في المعدة والأمعاء، وهو للحرارة قميع وينفع للإسهال الذريع، فهو مطلق وعاقل كالأهليلج الذي هو للبرد والعفونة فاعل. فسبحان خالق الأضداد، والأشباه والأنداد. يقوي المعدة من الضعف، وينفع من قروح الامعاء والنزف وهو يمنع تساقط الشعر ويقويه ويطوله، وورقه يلين الورم الحار ويحلله، ويصلح أمراض الرئة وللربو يزيله ويعد له، وطبيخ السدر لسيلان الرحميبطله وصمغه يذهب الابرية والخرار اذابه يغسله، وكم فيه من شعر يصفه ويفضله.
قال الشاعر:
وسدرة كل يوم ... من حسنها في فنون
كأنما النبق فيها ... وقد بدا للعيون
جلاجل من نضار ... قد علقت في الغصون
وقال آخر
انظر إلى النبق في الأغصان منتظماً ... والشمس قد أخذت تجلوه في القضب
كأن صفرته للناظرين قد غدت ... تحكي جلاجل قد صيغت من الذهب