للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة بلا عذر، وهو مبطل لعدم السجود، وهو ركن.

أما كونها غير ساكنة، فلا يبطل لإجماع (١) العلماء على صحة الصلاة في سفينة الماء وهي تضطرب في جبال الموج، فلو كانت الحركة مبطلة لبطلت في السفينة.

أما كونها ترتفع عن مسامتة القبلة فلا يبطلها؛ لإجماع (٢) العلماء على أن من صلى على جبل أبي قبيس، وهو مرتفع عن مسامتة القبلة ارتفاعًا كثيرًا بيِّنًا، فصلاته صحيحة.

مع أن جماهير العلماء (٣) على أن الغائب عن مكة يجعل وجهه إلى جهة القبلة، ولا يلزمه الاجتهاد في مسامتتها.

كما دلَ عليه قوله تعالى: {وَمِنْ حَيثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: ١٥٠]، والمراد بالشطر الجهة، ومنه قول الشاعر:

أقول لأم زنباع أقيمي ... صدور العيس شطر بني تميم (٤)

أي: جهتهم.


(١) تقدم ص: ٦٠.
(٢) انظر: المجموع: ٣/ ١٩٩، وتبيين الحقائق للزيلعي: ١/ ٢٦٤، والذخيرة: ٢/ ١١٦، وكشاف القناع: ٢/ ٢٢٤.
(٣) ولم يخالف في هذا إلَّا الشافعي في أصح قوليه عند أصحابه.
انظر: المجموع: ٣/ ٢٠٣، والمغني: ٢/ ١٠١، وتبيين الحقائق للزيلعي: ١/ ٢٦٤، وحاشية الدسوقي مع الشرح الكبير: ١/ ٢٢٣.
(٤) البيت لأبي زنباع الجذامي، كما في اللسان: ٤/ ٤٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>