للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فولدت له عبد الله، به كان يكنى؛ وقدمت المدينة معه؛ وتخلف عن بدر عليها بأمر رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ وكانت مريضة؛ فهلكت عنده. فزوجه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أم كلثوم؛ فهلكت عنده.

وكانت فاطمة عند علي بن أبي طالب؛ فولدت له الحسن بن علي في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة: أخذه عن محمد بن سعد كاتب الواقدي، يعني مولد الحسن؛ وسماه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حسناً. وكان يشبه بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ مر به أبو بكر الصديق، ومعه علي يمشي إلى جانبه، والحسن يلعب مع الصبيان، وذلك بعد وفاة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فاحتمله على رقبته، وهو يقول:

وا بأبي ... شبه بالنبي

ليس شبيهاً بعلي

وذكر لي عن عبد الله البهي مولى آل الزبير، قال: تذاكرنا من أشبه الناس بالنبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فدخل علينا عبد الله بن الزبير؛ فقال: " أنا أحدثكم بأشبه أهله به، وأحبهم إليه: الحسن بن علي. رأيته وهو يجيء، وهو ساجد؛ فيركب رقبته - أو قال: ظهره -؛ فما ينزل حتى يكون هو الذي ينزل. ولقد رأيته، وهو راكع، فيفرج بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر " وقال فيه رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " إنه ريحانتي من الدنيا. وإن ابني هذا لسيد. وعسى أن يصلح الله به بين فئتين من المسلمين! " وقال: " اللهم! إني أحبه وأحب من يحبه! " وسئل الحسن: " ماذا سمعت من رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟ " قال: " سمعته يقول: " دع ما لا يريبك إلى ما يريبك؛ فإن الشر ريبة، وإن الخير طمأنينة! " وعقلت منه أني، بينما أنا أمشي معه إلى جنب جرين الصدقة، تناولت تمرة؛ فألقيتها في فمي؛ فأدخل إصبعه، فاستخرجها بلعابها؛ فألقاها، وقال: " إنا آل محمد، لا تحل

<<  <   >  >>