لنا الصدقة! " وعقلت منه الصلوات الخمس؛ وعلمني كلمات أقولهن عند انقضائهن: " اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا شر ما قضيت! إنك تقضي ولا يقضى عليك! إنه لا يذل من واليت! تباركت ربنا وتعاليت! " قال: وروى ابن عون عن عمير بن إسحاق، قال: ما تكلم أحد عندي، كان أحب إلي إذا تكلم ألا يسكت، من الحسن بن علي. وما سمعت منه كلمة فحش قط، إلا مرة؛ فإنه كان بين حسين بن علي وعمرو بن عثمان خصومة في أرض؛ فعرض حسين، ولم يرضه عمرو؛ فقال الحسن: " ليس عندنا إلا ما يرغم أنفه! " فهذه أشر كلمة فحش سمعتها منه قط.
وذكر عن علي بن زيد بن جدعان التيمي، قال: حج الحسن بن علي خمس عشرة مرة ماشياً، وخرج من ماله لله مرتين، وقاسم الله ثلاث مرات، حتى إن كان ليعطى نعلاً، ويعطى خفاً ويمسك خفاً.
والحسين بن علي، يكنى أبا عبد الله، ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة. ذكر أن أم الفضل، امرأة العباسن قالت: " يا رسول الله! رأيت فيما يرى النائم كأن عضواً من أعضائك في بيتي. " قال: " خيراً رأيت! تلد فاطمة غلاماً؛ فترضعيه بلبان ابنك قثم. " " فولدت حسيناً؛ فكفلته أم الفضل. قالت:" فأتيت به رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو ينزيه ويقبله، إذ بال على رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؛ فقال: " يا أم الفضل. أمسكي ابني؛ فقد بال علي. " فأخذته، فقرصته قرصة بكى منها، وقلت: " آذيت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بلت عليه! " فلما بكى الصبي، قال: " يا أم الفضل! آذيتني في ابني، أبكيتيه! " ثم دعا بماء؛ فحدره عليه حدراً.