الإيمان بالواهب يستلزم الرضا بالهبة. وقد ساق القرآن الحديث عن عدم
الرضى بالأنثى عند ولادتها في وسط حديثه عن سلوك الكفار، وعند كنود الإنسان، فإذا مسَّه الضر لجأ إلى الله يجأر إليه. فإذا كشف الضر عنه عاد إلى الشرك (وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (٥٨) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (٥٩ النحل)
خُلُقٌ جاهلي لم يزل آثاره في النفس البشرية لضعف في الإيمان كما يؤكد هذا
وضع الآيتين في وسط حديث القرآن عن سلوك الكفار. ويتعدى هذا السلوك إلى تحميل المرأة ما لا دخل لها فيه عندما ينسب لها فيه من إنجاب البنات. وقد يطلقها لأنه يريد الولد. ثم جاء العلم وقال كلمته الفاصلة في الموضوع. قال إن الجنين يتكوّن من النطفة الأمشاج التى تتكون من نطفة الرجل وبويضة المرأة.
وقال: إنّ بويضة المرأة في كلِّ نساء الدنيا تحتوي على كروموسومات عددها
٣٣ منها كروموسوم واحد لتحدب الجنس " ذكراً أو أنثى " وهو (اكس) ( X).
أما نطفة الرجل فتحتوي على نفس العدد (٢٣) ولكن فيها كروموسومين
للتحديد الجنس ( Y) و ( X)
فإن التحم ( Y) مع البويضة وهى دائما ( X) يكون الجنين ذكرًا. وإن التحم
( X) من نطفة الرجل مع ( X) من بويضة المرأة كان الجنين أنثى. وهذه حقائق علمية يعرفها كل دارس. فالذي يحدد الجنين هو نطفة الرجل التي تحتوي على (اكس) و (واي) ونؤمن بأن غلبة ( Y) مع البويضة ( X) أو غلبت ( X) مع ( X) ليس مصادفة ولكن التقدير والهبة من الله. كما أن اختيار حيوان منوي واحد (الذي أصبح أنت) من بين ملايين الحيوانات المنوية التي كانت - تتسابق معه ليس مصادفة ولكن الله أراد وجودك أنت. ولو شاء لما كنت.