للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِلَّا إِذا تَزَوَّدَهُ في الدُّنْيَا، قال تعالى ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾.

وَمِنْ مَحَاسِنِهِ أنَّ الانسانَ يَعْتَادُ التوكل على الله، لأنه لا يُمكنه أن يَحْمِلَ كُلِّ مَا يَحتاجُ إليه في سَفَرِه لِلْحَج، فلا بدَّ مِنْ التَّوَكُل عَلَى اللهِ تَعَالَى فِيْمَا حَمَلَهُ، وفيما لَمْ يَحْمِلُهُ مَعَ نَفْسِهِ، فيعتاد توكله إلى كل ما يحتاج إليه، ومِن محاسنه أنه إذا أحرم نَزَعَ المُخيط الذي هُوَ لبَاسُ الأَحْيَاءِ، ويَلْبَسُ غَيْرَه مِمَّا هو اشبه بلباس الأمْوَاتِ، فَيُجدِ ويَجْتَهِدُ في الاستعداد لما أمامه إلى ذلك من المحاسن التِي يَصْعُبُ حَصْرُهَا.

ثم تأمل محاسن الجهاد في سبيل الله، إِذْ فِيهِ قَمْعُ أَعْدَاء الله، ونصر أوليائه، وإعْلاء كلمة الاسلام، وَحَمَّلُ الكَافِرِ عَلَى تَرْكِ الكُفْرِ الذي هُوَ أَقْبَحُ الأَشْيَاء، والاقْبالُ عَلَى مَا هُوَ أَحْسَنُ الأشياء، وفيه إِخْرَاجُ البَشَرِ عَنْ دَرَجَةِ الْأَنْعَام، قال تعالى- في حَقِّ الكَفَرَةِ ﴿إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ﴾ ومِن محاسنه

<<  <   >  >>