للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بها، فلمّا أصبح وَقَف على قزح فقال: «هذا قزحُ، وهو الموقفُ، وجمعٌ كلُّها موقفٌ» ثمَّ سار، فلمّا أتى مُحَسِّر قَرَعها، فخبَّت حتى جازت الواديَ، ثمَّ حَبَسها وأردف الفضلَ، ثمَّ سار حتى أتى الجمرةَ، فرماها، ثمَّ أتى المنحرَ، فقال: «هذا المنحرُ، ومنى كلُّها منحرٌ» وأتته امرأةٌ من خثعمٍ، فقالت: إنّ أبي شيخٌ كبيرٌ قد أدركته فريضةُ الله في الحجّ، فهل يجزئني أن أحجَّ عنه؟ قال: «نعم. فأدِّي عن أبيك». قال: ولوى عُنقَ الفضلِ، فقال له العبّاسُ: يا رسولَ الله! ما لك لَوَيتَ عنقَ ابنِ أخيك؟ قال: «رأيتُ شابًّا وشابّةً، فخِفتُ الشيطانَ عليهما». قال: وأتاه رجلٌ، فقال: يا رسولَ الله! إنّي أَفَضتُ قبل أن أحلِقَ؟ قال: «فأحلقْ أو قصِّرْ ولا حَرَجَ». قال: وأتى زمزمَ، فقال: «يا بني عبدِ المطلبِ، سقايتَكم، لولا أن يغلبَكم الناسُ عليها، لنزعتُ» (١).

٢٨ - حدَّثنا أبو بكر (٢)، ثنا ابنُ عُيينةَ، عن عمرٍو، عن الحسنِ بنِ محمَّدٍ، أنّ عُبيدَ الله بنَ أبي رافعٍ كاتبَ عليٍّ حدَّثهم أنّه سَمِع عليًّا يقول: بَعَثني رسولُ الله ، أنا والزُّبيرَ والمِقْدادَ، فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضةَ خاخ، فإنّ بها ظعينةً معها كتابٌ، فخذوه منها». فقال عليٌّ: فانطلقنا تعادى بنا خيلُنا، فأتينا روضةَ خاخ، فقلنا: أخرجي الكتابَ. قالت: ما معي كتابٌ.

قلتُ: لتُخرِجِنَّ الكتابَ، أو لنلقينّ الثيابَ، فأخرجتْه من عقاصِها، فأتينا النبيَّ ، فإذا فيه: من حاطبِ بنِ أبي بلتعةَ رجلٍ من المهاجرِين، وقد شَهِد بدرًا، إلى ناسٍ من المشركِين يُخبرهم أمرًا من أمرِ رسولِ الله ، فقال


(١) أخرجه أحمد (١٣٤٨) قال: حدثنا يحيى بن آدم به. ومن طريقه: أخرجه أبو داود (١٩٢٢) قال: حدثنا أحمد بن حنبل.
(٢) مصنف ابن أبي شيبة (٣٦٧٢٦) مختصرًا.

<<  <   >  >>