للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: يا بُنَيَّ! واللهِ ما أعلَمُ أصبَحَ على ما كنَّا عليه أحدٌ مِنَ النَّاسِ آمرُكَ أنْ تأتِيَه، ولكنَّه قد أظلَّك زمانُ نبيٍّ هو مبعوثٌ بدينِ إبراهيمَ، يخرُجُ بأرضِ العربِ، مُهاجرُه إلى أرضٍ بينَ الحرَّتينِ، بينَهما نخلٌ، به علاماتٌ لا تخفَى: يأكُلُ الهَديَّةَ، ولا يأكُلُ الصَّدقةَ، وبينَ كتِفَيه خاتَمُ النُّبوَّةِ، فإنِ استطعتَ أنْ تلحَقَ بتلكَ البلادِ فافعَلْ، ثُمَّ مات وغُيِّبَ، ومكثتُ بعدَه ماشاء اللهُ أنْ أمكُثَ، ثُمَّ مرَّ بي نفَرٌ مِنْ كلبٍ تُجَّارٌ فقلتُ لهم: تحملوني إلى أرضِ العربِ، وأُعطيكم بقرَتِي هذه؟ قالوا: نعَمْ، فأعطيتُهم وحملوني معَهم، حتَّى إذا بلغُوا بي وادِ القُرَى ظلموني، فباعوني مِنْ رجلٍ يهوديٍّ عبْدًا، فكنتُ إذا رأيتُ النَّخلَ رجوتُ أن تكونَ البلدَ الذي وَصف لي صاحبي، ولم يحِقَّ لي في نفسِي، فبينَما أنا عندَه أنْ قدِم عليه ابنُ عمٍّ له، حتَّى وقف عليه، فقال: قاتَلَ اللهُ نبيَّ قَيْلةَ، واللهِ إنَّهم الآنَ لَمَجموعون على رجلٍ قدِم عليهم مِنْ مكَّةَ اليومَ، ويزعُمون أنَّه نبيٌّ، قال: فلمَّا سمِعْتُها أخذتْني العُرَواءُ، حتى ظننتُ أنَّي ساقطٌ على

<<  <   >  >>