للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٦٩ - حدَّثَنا محمَّدُ بنُ إسحاقَ، أنبا يعلَى بنُ عُبَيدٍ، ثَنا الأَعمَشُ، عن عَمرِو بنِ مُرَّةَ، عن أبي البَخْتَريِّ، عن أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ، ذهبَ الأغنياءُ بالأجرِ، يَصومُونَ ويُصلُّونَ ويَحُجُّونَ قال: «وأنتُم تَصومُونَ وتُصلُّونَ وتَحُجُّون» قلتُ: يَتَصَدَّقون ولا نَتَصَدَّقُ قال: «وأنتَ فيكَ صدقةٌ: ورَفْعُكَ (١) العَظْمَ عنِ الطَّريقِ صدقةٌ، وهدايتُكَ الطَّريقَ صدقةٌ، وبيانُكَ عنِ الأرْثَمِ (٢) صدقةٌ، وعونُك الضَّعيفَ بفَضْلِ قُوَّتِك، ومُباضَعتُكَ امرأتَكَ صدقةٌ» قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ! نأتي شهوتَنا ونُؤجَرُ؟! قال: «أرأيتَ لو جعلتَهُ في حرامٍ أكانَ بإثمٍ»؟ قال: قلتُ: نَعَمْ. قال: «أفتحْتسِبُونَ بالشرِّ، ولا تَحْتَسِبُون بالخيرِ»؟

٧٠ - ثَنا ابنُ إسحاقَ، أنبا عثمانُ بنُ أبي شيبةَ، ثَنا مُعلَّى بنُ منصورٍ، عن عبدِ الواحدِ بنِ زيادٍ، عنِ الحارثِ بن حَصيرةَ، عن زيدِ بنِ وهبٍ، قال: سمعتُ أبا ذرٍّ يقولُ: لَأنْ أحلِفَ عَشْرًا أنَّ ابنَ الصَّائدِ هو الدَّجَّالُ أحبُّ إليَّ أنْ أحلِفَ واحدةً أنَّه ليس به، وذاك لشيءٍ سمِعتُه مِنْ رسولِ اللهِ . بَعثَنِي رسولُ اللهِ إلى أُمِّ ابنِ الصَّائدِ فقال: «سَلْها كم حَمِلتْ بِه»؟ فقالتْ: حملتُ به اثنَيْ عشَرَ شَهْرًا، فأتيتُه، فأخبرتُه، فقال: «سَلْها عنْ صيحتِه حينَ وَقَعَ» فقالتْ: صاحَ صياحَ صَبيِّ ابنِ شهْرٍ، فأتيتُه، فأخبرتُه قال: وقال له رسولُ اللهِ : «إنِّي قد خبَّأتُ لك خَبْئًا»، فقال: «خَبَّأتَ عَظْمَ شاةٍ عَفْراءَ» فأرادَ


(١) كذا بالأصل، وكتب الناسخ فوق الواو علامة تضعيف.
(٢) قال ابن الأثير: «الأرثم: هو الذي لا يُصحِّح كلامه ولا يُبينه؛ لآفة في لسانه أو أسنانه. وأصله من رثيم الحصى، وهو ما دقَّ منه بالأخفاف، أو من رثمتُ أنفه إذا كسرتُه حتى أدميتُه، فكأنَّ فمه قد كسر فلا يُفصِح في كلامه». «النهاية» (٢/ ١٩٦).

<<  <   >  >>